بعد الانخفاض القياسي لليرة التركية أحزاب المعارضة وناشطون يدعو أردوغان لإقالة صهره
دعا زعيم المعارضة الرئيسية في تركيا كمال كليجدار أوغلو، السبت، الرئيس رجب طيب أردوغان إلى إقالة صهره وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق، وذلك بعد يوم من انخفاض الليرة التركية إلى مستوى قياسي لم تبلغه في تاريخها، وأيد طلبه احزاب المعارضة وناشطون على تويتر.
وقال رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، في اجتماع مجموعة برلمانية “إذا كنت لا تزال تحب هذه الأمة ولا ترغب في أن تصبح هذه الأمة بائسة، فإن أول شيء ستفعله هو إنهاء واجب ذلك الصهر الاجتماعي”.
وأضاف زعيم المعارضة التركية “إقالته ستريح المجتمع وقاعدة ناخبيك”.
وتأتي تصريحات كيليجدار أوغلو بعد أن سجلت العملة التركية أدنى مستوى قياسي لها عند 7.32 مقابل الدولار يوم الجمعة، وبعد أن خسرت 20 بالمئة من قيمتها مقابل الدولار هذا العام.
ويخشى المنتقدون أن تؤدي الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في العملة، مثل إنفاق البنك المركزي لعشرات المليارات من الدولارات من احتياطياته من العملات الأجنبية للدفاع عن الليرة في الأشهر الأخيرة، إلى مشاكل أكبر للاقتصاد المتعثر في البلاد، بما يفاقم من الأزمتين الاقتصادية والاجتماعية للبلاد خاصة بعد استمرار تفشّي فيروس كورونا.
قال كيليجدار أوغلو إنه لم تكن هناك إدارة غير كفؤة في تاريخ الجمهورية التركية، متسائلا عن أسباب عدم إمكانية إقالة البيرق، فيما هناك مسؤولون آخرون يمكن للدولة الوثوق بهم.
وانضم إلى كيليجدار أوغلو النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي جارو بايلان في الدعوة إلى إقالة البيرق. وأفاد موقع Demokrat Haber الإخباري أن بيلان تقدم يوم السبت بسؤال برلماني يسأل عما إذا كان البيرق سيستقيل .
واتهم بيلان البيرق بتدمير الاقتصاد التركي خلال العامين الماضيين ، مشيرا إلى أنّ الليرة التركية كانت عند 4.54 لكل دولار و5.34 لكل يورو وقت توليه منصبه. وقال بايلان “هذا الأسبوع تجاوز الدولار 7.30 ليرة واليورو تجاوز 8.70 ليرة”.
وأضاف نائب حزب الشعوب الديمقراطي أنّ المواطنين الأتراك أصبحوا فقراء بينما ارتفعت معدلات البطالة وأصبحت تكلفة المعيشة لا تُحتمل خلال فترة تولي البيرق لمنصبه.
ورفض أردوغان، الجمعة، الانتقادات المتزايدة الموجهة إلى أنقرة بشأن الاقتصاد، قائلاً إن اقتصاد البلاد لا يزال قوياً، وإن الليرة ستستقر بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا.
ورفض مسؤولون كبار في حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم، دعوات انتشرت بشدّة على وسائل التواصل الاجتماعي لاستقالة وزير الخزانة والمالية بيرات البيرق بعد هبوط الليرة إلى مستوى قياسي جديد مقابل العملات الرئيسية.
وأطلق ناشطون أتراك عبر وسائل التواصل الاجتماعي هاشتاغ # BeratAlbayrakİstifa ، الذي يعني “استقالة بيرات البيرق”، على تويتر مع تراجع الليرة يومي الخميس والجمعة، مما دفع ماهر أونال، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية في البرلمان، إلى الدفاع عن الوزير الذي يشغل منصب زوج ابنة رئيس البلاد، وفقاً لما يقوله أتراك.
وقال أونال “الأشخاص الذين يدعون وزير المالية إلى الاستقالة من خلال تجاهل المؤشرات الاقتصادية والنظر فقط إلى سعر الصرف لا يتصرفون بأمانة”.
ومع تراجع قيمة الليرة التركية، وتفاقم العجز الاقتصادي، يبدو أن تصريحات البيرق ووعوده وتأكيداته أن تركيا ستتجاوز الأزمة، وأنّ الاقتصاد التركي قوي ويتعافى بسرعة، وأنّها لم تلجأ لأي مؤسسة أو منظمة دولية خلال إدارتها للمرحلة الحالية من وباء فيروس كورونا، لا تلقى أذناً صاغية لدى الأسواق التي تئنّ تحت وقع الضغوطات المتراكمة.
المصدر: أحوال
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.