كدو: تركيا تستهدف القوى الكردستانية الفاعلة و ENKS يعرقل المحادثات بمطالب لا ترتقي لمستوى التعطيل
نورث بالس
قال صالح كدو سكرتير حزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا أن “تركيا تدرك أين تكمن القوى الكردية الفاعلة وتضعها في أولويات استهدافها، ومقولة أن تركيا تهاجم طرف كردي ولا تستهدف كل الكرد هي “كذبة كبرى”.
ونوه كدو أنه “للأسف القوى الكردية لم تتمكن من توحيد رؤيتها حتى الآن لأن بعضها لا تملك استقلالية القرار، وأنه رغم التعاطف والاهتمام الدولي الكبير بالكرد إلا أن العلة في الحركة الكردية التي لاتستطيع استغلال هذه الفرصة” مشيراً أن “المجلس الوطني الكردي عرقل المحادثات بمطالب لا ترتقي إلى مستوى تعطيل الحوارات بسببها”.
وجاء حديث صالح كدو خلال مشاركته في برنامج (مع صناع القرار) الذي يعرض على قناة روجآفا، عن أسباب وأهداف الهجمات الموسعة من قبل تركيا مؤخراً على المناطق الكردية الموزعة بين الدول الأربعة “سوريا، العراق، تركيا وإيران”، وعن مسار الحوارات الكردية في سوريا وأسباب توقفها، وجاء حواره في البرنامج كالتالي:
“مقولة أن تركيا تهاجم طرف كردي ولا تستهدف كل الكرد هي “كذبة كبرى”
قال صالح كدو تعليقاً على تصعيد تركيا هجماتها على أجزاء كردستان وعن أسبابها وأهدافها: “أن كل الأنظمة الغاصبة لكردستان هي تحيك المخططات ضد الشعب الكردي، ولكن النظام التركي بقيادة حزب العدالة والتنمية التي تسعى لإعادة أمجاد العثمانية، كان لها الدور الأكثر قذارة في هجماتها على كل مكتسبات الشعب الكردي، والهدف منها ضرب أي كيان أو مكسب كردي يقام في المنطقة، وما يجري منذ أسابيع في باشور كردستان هي جزء من هذا المخطط، وهي تهاجم تحت حجج وذرائع مختلفة، وكل من يقول أن تركيا تهاجم قوى كردية دون غيرها هي (كذبة كبيرة)، فحتى أردوغان نفسه يقول أنه لن يتوان عن ضرب أي قوى كردية حتى لو كانت في جنوب إفريقيا، فهدفهم كل الكرد”.
“تركيا تدرك أين تكمن القوى الكردية الفاعلة وتضعها في أولويات استهدافها”
وعن سبب تكثيف تركيا هجماتها على حزب العمال الكردستاني في إقليم كردستان، وعلى قسد في شمال وشرق سوريا، وحزب الشعوب الديمقراطية في شمال كردستان قال كدو: “تركيا تشن الهجمات على القوى الكردستانية الفاعلة، وهم يدركون أين تكمن القوى الكردستانية الفاعلة التي تشكل خطرا على مخططاتها العثمانية الجديدة، ويدركون هذه الحقيقة لذا يركزون هجماتهم على هذه القوى في إقليم كردستان وعلى روجآفا وغيرها بحجة أنهم يهاجمون فقط حزب العمال الكردستانية ولكن من يتعرضون للقتل والتهجير هم عموم الشعب الكردي، وإن تمكنت من هذه القوى الفاعلة فسيأتي الدور على باقي القوى الكردية”.
“المخطط التركي يستهدف كركوك والموصل وشنكال”
ونوه كدو أن المشروع العثماني يستهدف احتلال كركوك والموصل وشنكال، “لأن ذهنية العثمانية الشوفينية تسعى لتوسيع مناطق نفوذها، ولكنها سجلت فشلا بعد فشل في مساعيها هذه، وهجماتها على المناطق الكردية ستفشل أيضاً، ولكن الأمر يحتاج إلى وحدة الكرد وتنديد من المجتمع الدولي لهجمات تركيا”. ووصف الصمت الدولي على اعتداءات تركيا بحق الكرد بأنها لا تتوافق مع القيم والمبادئ الدولية والأخلاق السياسية.
“للأسف القوى الكردية لم تتمكن من توحيد رؤيتها حتى الآن لأن بعضها لا تملك استقلالية القرار”
وعن أسباب فشل الكرد حتى الآن من تحقيق الوحدة وتوحيد الرؤية في مواجهة كل تلك الهجمات والمخاطر، قال كدو: “مسألة توحيد القومي الكردي ووحدة الصف الكردي يتم تداوله منذ سنوات ولكن للأسف حتى الآن الحركة الكردستانية لم تتمكن من انجاز مهامها القومية ففي عام 2013 اقترب المؤتمر الوطني الكردستاني من الانعقاد، وتم مناشقة هذا الموضوع بشكل معمق من قبل كافة القوى الكردستانية، ولكن في النهاية لم تتوفق من انجاز المهمة، نتيجة التدخلات الخارجية والدولة المغتصبة لكردستان”.
وأضاف كدو: “الكرد بحاجة إلى قرار مستقل واستقلال القرار الكردي، هذا أمر ضروري جدا وينبغي ألا يستمع أي طرف كردي إلى ما تريده الدول الغاصبة لكردستان، فمصلحة الكرد في الأجزاء الأربعة تتجسد في توحيد الصف الكردي”.
“إن تحققت الوحدة سيكون لإقليم كردستان موقف أقوى للتخلص من هيمنة الاقتصاد التركي عليها”
وعن أسباب صمت حكومة الإقليم حيال الهجمات التركية على أراضيها وعلى الكرد، قال كدو: “أعتقد أنه إذا تحققت وحدة الصف الكري لكان موقف حكومة إقليم كردستان أقوى مما هو عليه الآن بكثير، لأن حكومة الإقليم حتى الآن غير قادرة من تحرير نفسها من هيمنة العلاقات الاقتصادية مع تركيا وغيرها”.
“هناك تعاطف واهتمام دولي كبير بالكرد ولكن العلة في الحركة الكردية التي لاتستطيع استغلال هذه الفرصة”
وأكد صالح كدو أن انتصار الكرد وقوات سوريا الديمقراطية على الإرهاب المتمثل في داعش وأخواتها أعطى زخماً كبيرا عالميا للكرد وقضيتهم، وتعاطفا دوليا وشعبيا مع الكرد، وقال: “لكن العلة هي في الحركة الكردية التي لا تستطيع أن تستغل هذه الفرص الثمينة التي قد لا تعوض، لذا على القوى الكردية الاستفادة اليوم من هذه الفرصة”.
“المجلس الوطني يعرقل المحادثات بمطالب لا ترتقي إلى مستوى تعطيل الحوارات بسببها”
وعن سير عملية المحادثات الكردية في سوريا وأسباب توقفها، قال كدو: “استطعنا في روج آفا تحقيق بعض الأمور كتشكيل المرجعية السياسية، ولدى وصولنا لمناقشة كيفية انضمام المجلس الوطني الكردي إلى الإدارة الذاتية، هنا توقفت الحوارات لأسباب عديدة ومنا بسبب التغيرات في الحكومة الأمريكية بعد الانتخابات، ولكن بعد عودة المبعوث الأمريكي فوجئنا ببعض النقاط والمطالب التي وضعها المجلس والتي لا ترتقي إلى مستوى تعطيل الحوارات بسببها، فرغم أن الهدف من الحوارات توحيد الحركة السياسية الكردية في سوريا، وهذا أنبل هدف يتطلع شعبنا لتحقيقه، ولكن تحت حجج وذرائع مختلفة من قبل المجلس الوطني الكردي تم تعطيل هذه الحوارات فمثلاً يتحججون بأن لديهم 7 أو 8 أشخاص معتقلين، و أن القوى الأمنية في روج آفا تحقق مع بعض أعضاء المجلس في المنطقة الفلانية وتضايقهم، وقلنا لهم أن حزبنا اليساري من مؤسسي الإدارة الذاتية ومع ذلك يتم استجواب أعضائنا وسجنهم وهي أمور طبيعية، وليست مبرراً لنتخذها حجج لعرقلة الحوارات التي تخص عموم الكرد في سوريا”.
“المؤسف أن الراعي الأمريكي حريص أكثر من الجانب الكردي على إنجاح هذه الحوارات!”
وأكد كدو أن الجانب الأمريكي يواصل سعيه لإنجاح الحوارات وأجرى المبعوث الأمركي عدة لقاءات مع الأطراف الكردية، بالإضافة إلى زيارة وفد رفيع من الخارجية الأمريكية للمنطقة واجتمعوا مع قيادات قسد وقادة في إقليم كردستان مؤخراً وأكدوا خلالها على ضرورة إعطاء دفعة جديدة لإنجاح هذه الحوارات.
وأردف كدو: “ولكن ما يؤسفني هو حرص الطرف الراعي للمفاوضات أكثر من حرص الجانب الكردي على انجاح الحوارات، رغم أن هدفها توحيد الصف الكردي، فأمريكا وفرنسا والسويد وغيرها تسعى لتوحيد الكرد ليكون لهم دور فاعل وأساسي في مستقبل سوريا، إذ يرون أنه لابد من إيجاد حل للمشكلة السورية، ون يكون للكرد الذين هزموا الإرهاب دور أساسي فيه”.
“الموقف التركي مما يجري في فلسطين هو التعاطف مع حماس الإخوانية وليس القضية الفلسطينية”
وعن الأحداث الأخيرة التي تشهدها فلسطين وتصريحات أردوغان حيالها قال كدو: “العلاقة التركية بفلسطين حاليا هي مجرد علاقة طرف إخواني بطرف إخواني آخر، فأردوغان يدعم ويتعاطف مع حماس الإخوانية وليس بالفلسطينيين وقضيتهم، ولن يصل هذا التعاطف لإرساله مرتزقته من سوريا وغيرها إلى غزة للدفاع عن الفلسطينيين مثلما فعل في ليبيا وأرمينيا وغيرها”.
“الحركات الكردستانية تدعم نضالات الشعوب وخاصة الفلسطيني ولكن الحركات الفلسطينية غدرت بالكرد”
وعن موقف الحركات الكردية مما يجري في فلسطين قال كدو: “الحركة الكردستانية كانت دائما وفية مع نضالات الشعوب أينما كانت، وكان تضامن الكرد مع الشعب الفلسطيني والحركة الفلسطينية كبيرة حتى أن الكرد قدموا الشهداء من أجل القضية الفلسطينية كما حصل في قلعة شقيف، ولكن الحركة الفلسطينية غدرت بالحركات الكردية، وأنا لدي تجربة طويلة مع الحركات الفلسطينية، ولكنها وقفت قبل 30 عام مع قصف صدام حسين لحلبجة ووقفت مع أردوغان في غزوه لعفرين وقتله وتهجيره للكرد في سوريا”.
حاوره: لزكين إبراهيم
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.