انورث بالس
أصدرت منظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا، والهلال الأحمر الكردي، اليوم، بيانًا مشتركاً ناشدا من خلاله كافة الدول العالمية والمنظمات الإنسانية والطبية ومنظمة الصحة العالمية بتقديم خدمات طبية عاجلة لمُهجّري عفرين. وتقديم المساعدات الطبية والإغاثية العاجلة للحد من انتشار فيروس كورونا.
وتضمن البيان الذي قرئ في مخيم سردم من قبل عضوة الهلال الأحمر الكردي ومنظمة حقوق الإنسان فضيلة حسن ما يلي:
“إن الخطورة التي حذرت منها الدول والمنظمات حول الوضع الخطير والكارثي الذي ينتظر السوريين وكل التحذيرات العالمية من احتمال تفشي فيروس كورونا القاتل في سوريا، قد أصبح واقعًا الآن، وأي مستقبل مرير ينتظر السوريين عامة في ظل الصراع الدائر منذ عشر سنوات على امتداد الجغرافية السورية، والذي خلّف الخراب والدمار في البنى التحتية وفي القطاعات الخدمية والصحية بشكل خاص، ما جعل القطاع الصحي هشًّا ضعيفًا لا يقوى على مقاومة أي جائحة خطيرة.
وبإعلان منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا أصبح وباءً يهدد البشرية جمعاء، ومع اتخاذ الكثير من دول العالم إجراءات قاسية لاحتواء الفيروس القاتل، ومطالبة منظمة الصحة العالمية كل حكومات العالم ببذل قصارى الجهد في ظل مواصلة هذا الفيروس انتشاره السريع في كل أنحاء العالم، طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدورس أوهانوم دول العالم باتخاذ المزيد من الإجراءات الصارمة، وقال بأن الطريقة المثلى لتفادي الإصابات وإنقاذ أرواح الناس هي كسر سلسلة انتقال العدوى من خلال الفحص والعزل، ومن جهة أخرى أكد قادة دول المجموعة السبع بأن فيروس كورونا يشكل مأساة إنسانية وأزمة صحية عالمية، وإن محاولات الحدّ من انتشار الفيروس، تتطلب مقاربة دولية قائمة على العلم والبراهين، وبأن دولهم ستبذل قصارى جهدها للحد من انتشاره والتوصل إلى علاج سريع وملائم لهذا المرض.
خمس مخيمات تفتقد أبسط مقومات الحياة
وقد ذكرنا آنفا أن الوضع الصحي في سورية عامة سيء وهش للغاية، ولا يستطيع مقاومة أبسط أنواع الأمراض، كما وأن الوضع في مناطق الشهباء خاصة، التي يقطنها مُهجّرو منطقة عفرين السورية، والذين يعيشون حياة قاسية ضمن أبنية شبه مهدمة وبنى تحتية متآكلة ومنهارة كليًّا، كما وأن عددًا كبيرًا يعيش ضمن خمس مخيمات تفتقد أبسط مقومات الحياة في ظل غياب الدعم الحكومي والدولي عن هذه المخيمات بجميع أنواعه (الصحي – الخدمي – الاجتماعي) ما يزيد من معاناة مُهجّري عفرين.
المنطقة تفتقد أدنى شروط الرعاية الصحية
إن سرعة انتشار فيروس كورونا في سوريا خلال شهر تموز وتسجيل مئات الحالات من الإصابات في مدينة حلب يزيد الوضع سوءًا، ففي بداية شهر آب تم تسجيل 10 حالات في مناطق الشهباء، توفي منها اثنان، وقد يتسارع انتشار الفيروس ويبلغ ذروته في أواخر شهر آب، علمًا بأن منطقة الشهباء محاصرة من كل الجهات سوى معبر وحيد يربطها بمدينة حلب، ونظرًا لانتقال المدنيين بين حلب ومناطق الشهباء، وبدون إجراءات وقائية واحترازية، فإن ذلك قد يزيد من عدد الإصابات، وبالتالي حدوث كارثة إنسانية في هذه البقعة الجغرافية التي تفتقد أدنى شروط الرعاية الصحية، وذلك بوجود مشفى وحيد وبعض النقاط الطبية ذات الإمكانات المحدودة، والتي تقوم على خدمة المواطنين إسعافيًّا بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر الكردي الوحيدة العاملة في المنطقة، والتي تعاني منذ سنوات من قلة الإمكانات، وخاصة بوجود العديد من الأوبئة مثل اللشمانيا وغيرها من الأمراض الجلدية المنتشرة في هذه البقعة الجغرافية، وكما نعلم بأن حق الفرد في الصحة مكفول بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، والذي ينص على الحق في الوصول إلى الرعاية الصحية والحق في الوصول إلى المعلومات وحظر التمييز في تقديم الخدمات الطبية وغيرها …
وبناء على ما تقدم فإننا نوجه نداءنا العاجل ونناشد كافة دول العالم ومنظماتها الحقوقية والانسانية على رأسها منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف والصليب الأحمر الدولي وكل من يتبعها من مؤسسات صحية ذات صلة بأن تقوم بدورها الإنساني في مواجهة هذا الفيروس قدر المستطاع، وتخفيض حجم الكارثة الإنسانية التي يمكن أن تحل بالمنطقة عامة”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.