NORTH PULSE NETWORK NPN

سكان بعض أحياء حلب يقعون بين سندان منازلهم المدمرة ومطرقة الإيجارات المرتفعة

حلب – نورث بالس
بعد مرور خمسة أعوام على إعادة الحكومة السورية سيطرتها على المناطق الشرقية والجنوبية لمدينة حلب بعد الصفقة “الروسية – التركية” مازالت آثار دمار الحرب باقية وينعكس آثارها على السكان ممن تدمرت أو تضررت منازلهم.
فسكان الأحياء الشرقية والجنوبية من حلب، الغالبية لم يعودوا إلى منازلهم بسبب تدمير المباني وتصدع بعضها، بالإضافة إلى أضرار كبيرة في البنية التحتية، فيما يعجز السكان عن إعادة البناء أو ترميم المنازل بسبب الأزمة الاقتصادية والارتفاع الكبير في أسعار مواد البناء. وسط تجاهل حكومي لأوضاع تلك الأحياء وعدم تقديمها أي نوع من الدعم لإعادة الإعمار.
لذا اضطر من لم يستطع العودة لمنزله البحث عن بيوت للإجار، ولكن هذه أيضاً أضافت عبئاً كبيراً على كاهلهم للارتفاع الكبير في أسعار الإيجارات مقارنة مع دخل المواطنين المتدني.
بل زاد الطين بلاً إعلان الحكومة السورية بتاريخ 18 أبريل من العام الحالي قراراً برفع سعر الأسمنت المنتج محليا بنسبة 20 في المئة مما أصبح سعر طن الاسمنت البورتلاندي عيار 32.5 المعبأ للمستهلك ب 175 ألف حيث ارتفع الأسمنت بشكل ملحوظ مما جعل المواطن غير قادر على شراء مواد البناء.
وفي هذا السياق بين المواطن عثمان الأحمد البالغ 55 عاما بان لديه منزل بحي الصالحين وهو الآن مدمر بشكل جزئي وغير صالح للسكن، وليست لديه القدرة على إعادة ترميمها أو بنائها، وقال: “لذلك أنا الآن أقيم بمنزل أجار، والإيجارات مرتفعة جدا بالنسبة لمردودي الشهري”.
وأضاف الأحمد: “نحن ثلاثة عوائل نسكن بمنزلنا المستأجر، وهم عوائل أولادي وهم أيضا ليس لديهم القدرة لترميم منازلهم” فيما يشير الأحد أنهم ينتظرون دعماً حكومياً ليتخلصوا من ابتزاز المستأجرين، منوهاً أن أسعار البناء مرتفع ومنزله يحتاج لأكثر من سبعة ملايين ليرة سوريا، مؤكداً أنه يستحيل عليه جمع هذا المبلغ.
ومن جانبها أشارت المواطنة هناء العلي البالغة 49 عاما بأنها تسكن الآن بمنزل أجار مرتفع الأجر، وأنها وبصعوبة تؤمن مبلغ الإجار، مشيرة أن زوجها توفي بقذيفة هاون أثناء الحرب الدائرة في حلب وبقيت هي وبناتها الثلاثة وليس لديها أولاد شباب، لذا اضطرت إلى إيقاف بناتها من المدارس ليساعدوها في العمل وتأمين أجار المنزل ومصاريفهم.
وقالت هناء: أن لديها منزل بحي صلاح الدين تعرض لضرر كبير ويحتاج لأكثر من 10 ملايين ليرة سورية لترميمه، وناشدت هناء الحكومة والمنظمات بتقديم الدعم المادي لها لترميم منزلها.
أما المواطن سليم عبود البالغ 52 عاما وهو موظف ولديه ستة أولاد يقول: “احتاج لمنزل أكبر ولكن للأسف ليس بقدرتي استئجار منزل أكبر بسبب غلاء المنازل” ولفت أن لديه منزل في حي الشعار مدمر بشكل كامل وليس لدي القدرة لإعادة بنائه، قائلاً: “كل راتبي لا يتجاوز 56 ألف شهريا، والمنزل يحتاج لأكثر من 20 مليون ليرة!”.
إعداد: فراس الأحمد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.