NORTH PULSE NETWORK NPN

سياسة “أزمة الشهر” استراتيجية تركيا لصرف الانتباه عن أزمتها الداخلية

خلال السنوات الماضية، دخلت تركيا في خلاف مع جميع الدول المحيطة بها، حتى أصبح كل جيرانها أعداء لها، ومع مرور الوقت تخطت “التدخل السياسي في شؤون الجيران واتجهت إلى التدخل العسكري ولذلك أصبحت على عداء مع مصر وقبرص واليونان وإسرائيل والنظام السوري والأكراد”، بحسب صحيفة جيروزالم بوست.
وأرجعت الصحيفة ذلك إلى استراتيجية “أزمة الشهر” التي تتبعها القيادة التركية برئاسة رجب طيب إردوغان، في محاولة لإثارة القومية التركية أو الاستغلال الديني في الداخل لصرف الانتباه عن سوء الإدارة وانهيار الاقتصاد.
وتقوم هذه الاستراتيجية على افتعال القيادة التركية أزمة جديدة كل شهر تقريبا مع إحدى الدول المجاورة لها، غزو جديد أو خلاف بحري بسبب ترسيم الحدود أو تصريح مستفز.
على سبيل المثال، في نوفمبر الماضي، وقعت تركيا اتفاقًا مع حكومة طرابلس الليبية المحاصرة وطالبت بمساحة شاسعة من البحر الأبيض المتوسط، ووضعت نفسها في مسار تصادمي مع مصر واليونان وأوروبا بشأن مطالبها الجديدة، لكن هذا ما أرادته أنقرة تحديدا عبر افتعال أزمات ومواجهات جديدة.
وفي 15 يونيو شنت أنقرة عملية “مخلب النسر” لاستهداف المناطق الكردية في العراق، وقامت بقصف القرى في جميع أنحاء شمال العراق بدعوى “تحييد مقاتلي حزب العمال الكردستاني”، بالرغم من أنه لا يوجد دليل على أن حزب العمال الكردستاني قد نفذ أي هجمات في الآونة الأخيرة.
كما غزت سوريا بعملية درع الفرات في عامي 2016 و2017، ثم في يناير 2018، اجتاحت عفرين في شمال سوريا، مما تسبب في فرار 160 ألف كردي، وأصبحت عفرين الآن مركزًا للاتجار بالبشر والتطهير العرقي حيث أجبر متطرفون سوريون من المعارضة السورية الأقليات على المغادرة.
وفي أكتوبر 2019، غزت تل أبيض شمال سوريا، ثم وقعت صفقة ليبيا وبدأت في تسخين أدوارها في إدلب وشمال العراق وليبيا والأزمة البحرية، وأرسلت طائرات بدون طيار وجنودًا إلى ليبيا في ديسمبر 2019، وفي أبريل ساعدت في هزيمة قوات الجيش الوطني الليبي واضطرت مصر للتهديد بالتدخل لوقف تركيا.
ولإثارة مشاعر المسلمين، أعلن إردوغان أنه سيحول متحف “آيا صوفيا” إلى مسجد، وقد أثار هذا القرار جدلا عالميا.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن النظام التركي كثيرا ما يلجأ إلى التدخل العسكري في الدول المجاورة، لأنه يرغب في إبقاء الجيش التركي دائما مشغولا بالحروب، حتى لا يكرر انقلاب يوليو 2016 الفاشل.
وفي الأيام الأخيرة، دخلت في خلاف شديد مع اليونان ومصر بسبب ترسيم الحدود البحرية وهددت بحرب مع اليونان، خاصة بعد ترسيم الحدود البحرية، فقد أرسلت أنقرها أسطولها البحري بصحبة سفن حفر زلزالي ومسح للتنقيب عن الغاز في شرق المتوسط في المياه الإقليمية للدول المجاورة، بدعوى الدفاع عن حقوقها المائية وحقوق شمال قبرص.
وقد دفعت هذه التحركات التركية إلى إثارة غضب أثينا، وأنها لن تقبل هذا النهج وطالبت الاتحاد الأوروبي بالتدخل لهذه الاستفزازات التركية.
يبدو أن الأزمة الحالية في البحر تنطوي على الكثير من المواقف التي ستمنح الصحافة الموالية للحكومة في أنقرة ووسائل الإعلام الحكومية شيئًا لتكتب عنه، وسيساعد الحكومة على إيجاد شيء لشغل الناس عن سجن المعارضة وانهيار العملة وطريقة تعاملها مع فيروس كورونا.
المصدر: الحرة

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.