مخيم الهول “القنبلة الموقوتة” يزداد خطرا والهاربون منه باتوا يلعبون دوراً في إحياء التنظيم
نورث بالس
في وقت تسعى فيه الحكومة العراقية منذ أشهر إلى إيجاد صيغة ملائمة لإنهاء الخطر القادم من “مخيم الهول” الآوي لعائلات تنظيم داعش والقابع شمال شرقي سوريا، وسط رفض كبير من أطراف مختلفة لحل الأزمة بداعي مخاوف من عودة المتطرفين، جدّ جديد في “القنبلة الموقوتة” كما يطلق على المخيم، يشير مجدداً إلى الخطر القادم من هناك.
فبعدما تحول مخيم اللاجئين الذي تم إنشاؤه لإيواء النساء والأطفال عقب هزيمة التنظيم من مهمته الأساسية إلى ما يقول عنه مراقبون إنه “خلافة صغيرة لداعش”، حيث ترعى القيادات النسائية إيديولوجية التنظيم العنيفة وتدير مخططات جني الأموال التي تساعد في الحفاظ على أفكار التنظيم ومعتقداته، وسط تقارير عن جرائم قتل قدّر عددها بأكثر من 40 واحدة، 10 منها على الأقل بقطع الرؤوس، وذلك على أرض المخيم الذي تبلغ مساحته 736 فداناً منذ بداية العام، جاء ما قد يقطع الشك باليقين.
فقد كشف موظف استخباراتي أميركي ومعه عنصر من عناصر قوات الإدارة الذاتية المسؤولة عن المخيم، وهو مسؤول يعمل عنصراً أمنياً هناك، عن أنه تم نقل زوجات كبار من كانوا قادة في تنظيم داعش، إلى إدلب، والتي تسيطر عليها فصائل موالية لتركيا.
وأضاف المصدر أن جميع الهاربين يقولون إنهم يريدون العودة إلى ديارهم، إلا أن الحقيقة غير ذلك، وهي أنهم يريدون الذهاب إلى إدلب لأن داعش يعيد بناء تنظيمه هناك.
بيد أن النزوح الجماعي لعائلات التنظيم وأنصاره قد أثار قلق خبراء مكافحة الإرهاب، الذين أكدوا أنه وبمجرد انتقال النساء والأطفال من المخيم، فإنه يصعب على الحكومات تتبعهم حتى لو عرف مكان إقامتهم الجديدة، وذلك وفقاً لفيرا ميرونوفا، الأكاديمية بجامعة هارفارد التي تتحدث بانتظام إلى سكان مخيم الهول كجزء من أبحاثها.
كما أشارت إلى أن الأمم المتحدة كانت حذّرت العام الماضي من أن تنظيم داعش يحاول استخدام هاربين من مخيم الهول لتطوير خلايا له في أوروبا.
وفي حين أن العديد من النساء الهاربات يأسفن للانضمام إلى داعش ويرغبن في العودة إلى ديارهن، إلى أن مسؤولين غربيين في مكافحة الإرهاب يقولون إن بعض الأطفال تم تهريبهم من الهول وأرسلوا إلى مناطق أخرى في سوريا والعراق لتنفيذ هجمات.
الجدير ذكره أن قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن حماية مخيم الهول، دائماً ما تشتكي من أنها تفتقر إلى الموارد اللازمة لتأمين المكان بشكل صحيح، والذي تحول بحسب مراقبين، إلى مدينة صغيرة يزيد عدد سكانها عن 62 ألف نسمة، معظمهم من النساء والأطفال، وكثير منهم كانوا قد نزحوا بسبب الحرب في سوريا والمعارك ضد “داعش”، وتشير تقديرات إلى أن هؤلاء ينحدرون من حوالي 60 دولة، لكن غالبيتهم من العراقيين.
فيما رفضت معظم الدول الغربية إعادة المواطنين الذين انتقلوا إلى سوريا أثناء صعود تنظيم داعش، وهو ما يجعل التنظيم يستفيد من الجمود الدولي، وفقاً للتقرير.
إلى ذلك، يعد تصاعد الهجمات مؤخرا دلالة على تعاظم قوة التنظيم، ففي فبراير/شباط الماضي، وقع 29 هجوما مقارنة بـ6 فقط في يناير/كانون الثاني 2020، وفقا لـ”مشروع مكافحة التطرف” ومقره نيويورك.
وعلى الرغم من تشديد الإجراءات الأمنية حول المخيم لمنع الهروب، حيث تعمل السلطات هناك على إعادة بناء السياج، ومعاقبة مئات من النساء والأطفال الأجانب الذين تم القبض عليهم وهم يحاولون الفرار، إلا أن التقرير يشير إلى أن التنظيم لا يزال ينفذ عملياته وزادت سيطرته على المكان رغم كل الحواجز.
المصدر: الحدث
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.