NORTH PULSE NETWORK NPN

قطع الرواتب يدفع المئات من عناصر “الجبهة الوطنية للتحرير” للانشقاق والانضمام إلى “تحرير الشام”

إدلب- نورث بالس
مضى أكثر من أربعة أشهر على انقطاع رواتب العناصر المنضوين ضمن فصائل “الجبهة الوطنية للتحرير” التابعة “للجيش الوطني” المدعوم من تركيا، ما تسبب بحالة من الانقسام الداخلي في صفوفها وانشقاق المئات من عناصرها والتحاق بعضهم بصفوف “هيئة تحرير الشام” ( جبهة النصرة سابقاً) .
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “نورث بالس” من “مصادر خاصة”، فإن انقطاع الرواتب والمستحقات المالية لعناصر “الجبهة الوطنية للتحرير” بدأ منذ مطلع شهر شباط/ فبراير من العام الجاري 2021، وقبل هذا التاريخ كانت العناصر تحصل بشكلٍ غير منتظم على مبلغ لا يتجاوز 400 ليرة تركية ( 150 ألف ليرة سورية) كل شهر ونصف، علماً أنه مبلغ لا يكفي لسد حاجة العائلة في الشمال السوري لمدة 15 يوماً فقط.
وذكرت المصادر لمراسل “نورث بالس”، أن أعداد العناصر المنشقة عن صفوف”الجبهة الوطنية للتحرير” بلغت منذ تاريخ شهر شباط/ فبراير وحتى نهاية شهر حزيران/ يونيو 2021 ما يقارب 1200 عنصر غالبيتهم من النازحين المنضوين حديثاً لصفوفها والذين انضموا إليها بعد بدء حركة النزوح التي تعد الأضخم من نوعها، والتي جاءت عقب تقدم القوات الحكومية في أجزاء واسعة من أرياف حلب وحماة وإدلب في العام 2019 .
وأضافت المصادر، أن من بين المنشقين هناك نحو 500 عنصر توجهوا للانخراط ضمن صفوف “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) بسبب تقديمها لرواتب وحوافز مالية لعناصرها بشكلٍ شهري ومنتظم تكون أفضل من باقي الفصائل، فيما فضل الكثير من المنشقين عدم العودة للعمل المسلح، حسب المصادر نفسها.
ويبلغ راتب العنصر لدى “تحرير الشام”( جبهة النصرة) نحو 100 دولار أمريكي ( 320 ألف ليرة سورية) فضلاً عن تقديمها لمساعدات عينية أخرى لبعض عناصرها.
كما وأكدت المصادر، أن عناصر “الجبهة الوطنية للتحرير” طالبوا عدة مرات بتسديد رواتبهم واحتجوا وأعلن الكثير منهم تعليق عمله ضمن تشكيلاتها، لكن كل تلك التحركات لم تؤدي لأي نتيجة مع قياداتهم الذين لم تتأثر رواتبهم وتم تسديدها من قبل قياديين آخرين من فصائل مختلفة من “الجيش الوطني” مثل”فيلق الشام” .
نورث بالس التقت بالشاب “حسام الحميد” وهو “اسم مستعار” خشية ملاحقته من قبل الفصيل الذي انشق منه، من بلدة كفرزيتا في ريف حماة الشمالي وهو أحد المنشقين عن صفوف “الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة من تركيا، تحدث عن بعض الأسباب التي دعته لذلك قائلاً، أن “الجبهة الوطنية للتحرير” و”الجيش الوطني” بشكلٍ عام لا يعرفون سوى إرسال العناصر كمرتزقة للقتال في ليبيا وأذربيجان وغيرها من الدول التي يجري الحديث عنها حالياً، مستغلين حاجة العنصر وخصوصاً النازح الذي لا يجد حيلة سوى الموافقة لتأمين حياة كريمة لعائلته”.
مضيفاً، أنه ومنذ مطلع العام 2021 بدأت “تتوقف المستحقات المالية للعناصر بذريعة عدم وصول الدعم التركي، لكن العناصر الذين تعيش عائلاتهم ضمن مخيمات النزوح ويقبعون تحت خط الفقر لم يصبروا على ذلك، ما أجبر الكثير من العناصر على الانشقاق”.
ويؤكد بدوره، أنه رفض دعوة الكثير من رفاقه للذهاب بهدف القتال في ليبيا رغم وضعه المعيشي الصعب ووجود عائلته في أحد مخيمات منطقة دير حسان في ريف إدلب الشمالي، وينوي بعد انشقاقه البحث عن فرصة عمل محملاً مسؤولية تدهور أوضاعه المعيشية لتركيا وقيادات الجيش الوطني التابع لها.
والجدير بالذكر أن “الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة من تركيا تضم أكثر من 10 فصائل من أبرزها “جيش إدلب الحر، الفرقتين الأولى والثانية الساحلية وجيش النصر”، وقد تشكلت بتاريخ شهر أيار/ مايو من العام 2018.

إعداد: أيمن عبد الرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.