NORTH PULSE NETWORK NPN

نشاط تجاري وصناعي ملحوظ في أسواق شمال شرق سوريا مقارنة بما قبل الأزمة.. فما الأسباب؟

نورث بالس
تشهد حركة التجارة تطورا ملحوظا في مناطق شمال شرقي سوريا التي تديرها الإدارة الذاتية مقارنتا بما قبل الأزمة السورية بحسب ما أكده بعض التجار وإداريين في غرف التجارة في شمال وشرق سوريا.
تعتبر الصناعة والتجارة الركيزة الأساسية للاقتصاد في كل بلد، ومنذ تأسيس المؤسسات والمديريات الخاصة في شمال وشرق سوريا وعملهم ضمن هيكلية الإدارة الذاتية تم إتاحة الفرصة لقطاع التجارة وتهيئة المناخ المناسب للتطوير، بحسب ما أكده تجار من مدينة القامشلي.
وتمكنت الإدارة الذاتية ووفق امكانياتها المتاحة وبالرغم من الصعوبات والعوائق التي كانت تعترضها من تنشيط التجارة وإعادة الحياة لحركة الأسواق.
مناطق شمال شرق سوريا كانت تفتقر للمعامل والمصانع على اعتبارها مناطق نائية وكانت مهملة من قبل الحكومة السورية من نواحي كثيرة بالرغم من أن هذه البقعة من سوريا معروفة بغناها بالثروات الباطنية.
فالحكومة السورية كانت تمنع انشاء المشاريع في تلك المناطق لربط المنطقة اقتصاديا مع العاصمة دمشق ولعدم تمكين المنطقة من تحقيق اكتفائها الذاتي.
وبهدف تنشيط المنطقة والاعتماد على الموارد الذاتية افتتحت الإدارة الذاتية المئات من المعامل لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مناطقها ولتنشيط التجارة والتي وصل عددها قرابة الـ 600 معمل، ساهمت في توفير فرص عمل للكثير من العاطلين من أبناء المنطقة اللذين كانوا بحاجة شديدة للعمل، أدى لخفض نسبة البطالة.
مشاريع افتتحتها الإدارة الذاتية
افتُتح في 26 كانون الثاني/ يناير أول معمل لإنتاج الزيوت النباتية في منطقة الجزيرة السورية، وبالتحديد في قرية كرباوي (أبو راسين) في ريف مدينة القامشلي، بطاقة تصل إلى إنتاج 300 طن من الزيت يومياً.
ويساهم المشروع في تطوير الاقتصاد بشكل عام، ويقلل من الاعتماد على الاستيراد من مناطق أخرى.
افتتحت الإدارة الذاتية معمل زوزان للأجبان والألبان في مدينة ديرك /المالكيه/، حيث يعتبر الأوّل من نوعه على مستوى إقليم الجزيرة، والغاية من المعمل التقليل من الاستيراد والاعتماد على الاكتفاء الذاتي والإنتاج ولدعم الاقتصاد وكسر الحصار المفروض على المنطقة.
كما افتتحت الادارة الذاتية بتاريخ 22 ايار المنصرم مفقسة للبيض في الحسكة، تعد الأولى من نوعها، وتنتج ما يزيد عن 17 ألف صوص كل 21 يوم.
وكخطوة لتحقيق التنمية المستدامة وخلق مجتمع إنتاجي يسعى للوصول للاكتفاء الذاتي، أقامت هيئة الصناعة والزراعة في إقليم الجزيرة وبالتنسيق مع اتحاد غرف الصناعة والتجارة المعرض الصناعي الثاني للمنتجات المحلية بتاريخ 12/6/2021.
والهدف من المعرض استثمار خيرات المنطقة بما يضمن استدامة مواردها، كما هو خطوة للاستثمار وتشجيع التجار في شمال وشرق سوريا والتشجيع الإنتاج المحلي.
ويُعتبر إنشاء معمل صناعي في الجزيرة السورية يغذي السوق المحلية بشكل مباشر خطوة جديدة من مؤسسات الإدارة الذاتية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مناطق شمال شرقي سوريا،
فحركة التجارية ما قبل الأزمة السورية، كانت ضعيفة جداً وكانت مناطق شمال شرق سوريا تعاني من صعوبات كثيرة من الناحية التجارية، فكانت تفتقر المنطقة للكثير من المنشآت التجارية والصناعية التي كان من الممكن ان تخدم سكانها بشكل كبير، فكانت اعدادها قليلة جدا وأنواع المنتجات التي تقوم بتصنيعها محدودة.
وبهذا الخصوص تقول ليلى إبراهيم الرئاسة المشتركة لاتحاد غرف التجارة في شمال وشرق سوريا في تصريح لـ “نورث بالس”: أنه “يمكن القول بأن هناك اختلاف كبير بنسبة قد تصل إلى 90% في حركة الأسواق من الناحية التجارية وعمليات البيع والشراء مقارنتا بما قبل الأزمة”.
وتضيف إبراهيم “بالرغم من الصعوبات الكثيرة خاصة في ظل تدهور الليرة السورية أمام العملات الأخرى، بالإضافة إلى إغلاق المعابر في وجه الإدارة الذاتية والحصار المفروض على السكان من عدة نواحي، لكن حركة التجارة جيدة وهناك عمليات بيع وشراء، وهناك اكتفاء ذاتي من ناحية المعامل والشركات”.
وتابعت إبراهيم حديثها” لدينا علاقات مع معبر سيمالكا الحدودي الواصل بين شمال شرق سوريا وإقليم كردستان هذه العلاقات لها تأثير على سكان مناطق شمال شرق سوريا وأيضا تؤثر على السوق التجارية، أما العلاقات مع مناطق الحكومة السورية فهي قليلة جداُ”.
وأشارت إبراهيم” بأن مناطق شمال شرق سورية كانت تفتقر للمعامل والمصانع في عهد الحكومة السورية فالكثير من سكان تلك المناطق كانوا يتجهون إلى المدن السورية الأخرى طلبا للعمل حتى يتمكنوا من العيش وتأمين قوتهم، أما اليوم فقد تجاوز عدد المعامل في مناطق شمال شرق سوريا إلى ما يقارب الـ 700 معمل بين صغيرة ومتوسطة وصناعات ثقيلة”.
أما سمير حانون وهو تاجر وصاحب شركة الملكة للتجارة في مدينة القامشلي يقول في حديثه “لنورث بالس” التجارة في منطقتنا مقارنة بما قبل الأزمة تعتبر جيدة جداً، حيث نشطت الأسواق بشكل ملحوظ كما ازداد اعداد التجار وكذلك راس المال بالإضافة لازدياد اعداد المعامل”.
وأكد حانون ” ان الحركة التجارية بين الدول ازدادت، ففي السابق كنا مجبرين على جلب البضائع والسلع من جهة محددة، ولكن اليوم نستطيع أن جلبها من أي دولة نريدها”.
أما عن الصعوبات التي يواجهونها يقول حانون” يجب أن تكون هناك حماية للملكية أي حماية أصناف البضائع الخاصة بكل تاجر، أيضا بالنسبة المعابر يجب أن يكون هناك اهتمام أكثر بالتجارة وأن تقدم المساعدة للتجار لتسهيل عملية التجارة”.
إعداد: ديلان المحمد

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.