ما الغاية التركية من اختيار “المسلط” رئيساً جديداً للائتلاف؟
نورث بالس- إدلب
انتخب الائتلاف السوري المعارض والمدعوم من تركيا أول أمس الإثنين 12 تموز/ حزيران رئيساً جديداً خلفاً “لنصر الحريري”، وبعد إجراء الانتخابات والإعلان عن التشكيلة الجديدة أعلنت رئاسة الائتلاف أن “سالم عبد العزيز المسلط” هو من سيتسلم رئاسة الائتلاف لفترة جديدة، فمن هو المسلط؟ ولماذا أوعزت تركيا باختياره في هذه المرحلة؟
يشغل “سالم المسلط” منصب رئيس مجلس القبائل والعشائر وهو مجلس منبثق عن الائتلاف السوري المعارض، و “المسلط” من مواليد عام 1959 وينحدر من مدينة الحسكة ذات الغالبية العشائرية شمال شرق سوريا، ودرس في مجال السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية وحاصل على شهادة بكالوريوس، كما عمل عضواً في الهيئة العامة للمفاوضات وناطقاً رسمياً في اجتماعات ومباحثات جنيف في العام 2017، كما عمل باحثاً في “مركز الخليج للأبحاث”.
وعن الأسباب التي دفعت تركيا لقبول تنصيب “المسلط” رئيساً جديداً للائتلاف السوري المعارض رغم وجود الكثير من الشخصيات الأخرى، يقول مصطفى عبد الحميد ( صحفي سوري ) في حديثه “لنورث بالس” أن اختياره جاء بعد فشل المعارضة طيلة السنوات الماضية بأن تكون ممثلة قوية وحقيقية للشعب السوري وبسبب التشرذم الذي شتتها داخلياً بسبب كثرة التوجهات والغايات”.
مضيفاً، ويبدوا أن تركيا تريد أن تتسلم العشائر رئاسة الائتلاف وتهيمن عليه ومن أجدر هذه الشخصيات بطبيعة الحال هو المسلط الذي ترأس قيادة مجلس العشائر الذي يضم أكثر من 100 عشيرة وقبيلة سورية.
ويشير العبد الحميد في نهاية حديث “لنورث بالس، بأن الانتخابات التي جرت بحسب رأيه هي روتينية ومسرحية فقط ولا أحد يملك القرار سوى تركيا وهي من تختار الأعضاء ومسؤولي الائتلاف بحسب مقتضيات مصلحتها.
ويدوره يرى “ساهر الحاج” ( كاتب صحفي) أنه لربما أرادت تركيا بتعينها لشخصية عشائرية للائتلاف السوري المعارض أن تبعث برسائل لمنطقة شرق الفرات والتي تقع تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” لتظهر نفسها الراعية والمهتمة بالمكون العشائري وتستطيع أن توصل عشائريين لمناصب مهمة، وتريد القول أن عشائر شرق الفرات بأنهم محكومين من “قوات سوريا الديمقراطية” والولايات المتحدة الأمريكية ولا يمثلون أهمية.
كما ويلفت الحاج، إلى أن تركيا لديها بكل تأكيد مصالح خفية من تنصيب “المسلط” رئيساً للائتلاف، ولكن ما يفهم من ذلك هو نوع من الاستفزاز لعشائر شرق الفرات وهذا الاحتمال الأقرب، ويمكن استنتاج أمر آخر وهو أنها تأمل في أن تكون العشائر السورية ورموزها ضمن مناطق سيطرتها موالين لها بشكل أكبر وبالتالي مزيد من الاحتلال والاستعصاء داخل الأراضي السورية”.
ويختم بقوله: “ولا ننسى أن نؤكد أن الغالبية الساحقة من أبناء العشائر في مناطق الشمال السوري لا يعترفون أساساً بالسياسة ولا يمثلهم “المسلط” ولا غيره”.
يبدو أنّ السياسة التركية القائمة على التحريض وخلق الفتن بين العرب والكرد لن تنتهي، بل امتدت لتشمل مُهاجمة أي خطوة داخلية للحوار، سواء بين الكرد فيما بينهم، أم بين العشائر العربية نفسها في مناطق شمال شرق سوريا.
حيث تعتقد أنقرة من خلال سياستها هذه، أنّ بإمكانها اختلاق الذرائع بالتالي لمزيد من التدخل السياسي والديني في دول المنطقة، وصولاً للتدخل العسكري المباشر في بعض الدول، راغبة في ذلك ليس فقط لاستعادة ما تُسميه أمجاد الامبراطورية العثمانية، بل للمحافظة على استقرار حُكمها الهش، والظهور كمدافع عن مصالح الأمة الإسلامية.
وقد لوحظ مؤخراً كثرة الاهتمام التركي بالعشائر العربية حيث عقدت لهم عدة اجتماعات موسعة في المناطق السورية التي تسيطر عليها وكلها كانت بهدف التحريض ضد قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، وكان آخرها تأجيج الوضع في منبج ومحاولة تأليب العشائر ضد إدارتها.
الجدير ذكره أن الائتلاف السوري المعارض تم تأسيسه في تشرين الثاني / نوفمبر 2012، في العاصمة القطرية الدوحة، ويقدم نفسه كمظلة سياسة جامعة ومنافسة لحكومة النظام السوري وممثلة عن أبناء الشعب السوري علماً أنه لا يحظى بتأييد شعبي بشكل شبه كامل.
إعداد: أيمن العبد الرزاق
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.