أميركا تندد بقرار أردوغان السيطرة على أجزاء من مدينة فاروشا القبرصية
نورث بالس
دان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان مساء الثلاثاء، الخطة التوسعية بنقل السيطرة على مدينة تشكل رمزاً لتقسيم قبرص، إلى القبارصة الأتراك، مؤكداً أنها مخالفة لقرارات مجلس الأمن الدولي.
وأعلن أردوغان وتتار، الثلاثاء، السيطرة على أجزاء من فاروشا، المدينة التي تشكل رمزًا لتقسيم قبرص، والتي غادرها سكانها القبارصة اليونانيون في أعقاب الاجتياح.
وشدد أردوغان على أن “الحياة ستُستأنف في فاروشا”، مجددًا دعوته للمالكين القبارصة اليونانيين إلى المطالبة، عبر لجنة قبرصية تركية، بتعويض عن خسارة ممتلكاتهم في 1974.
وقال بلينكن إنه “من الواضح أن هذه الخطوة تتعارض مع قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقمي 550 و789، اللذين يطالبان صراحة بإدارة فاروشا من قبل الأمم المتحدة”.
وفاروشا التي كثيرًا ما كانت وجهة للسياح الذين كانوا يقصدونها للاستمتاع بمياهها الصافية وأمسياتها الصاخبة، باتت منذ عقود مدينة مقفرة محاصرة بالأسلاك الشائكة، وتستخدم ورقة تفاوض.
وإعادة فتحها خط أحمر بالنسبة للسلطات القبرصية اليونانية، لكن الجيش التركي أعاد فتح أجزاء من شاطئها العام الماضي، قبل أسابيع على انتخاب تتار.
وكان أردوغان قد زار فاروشا في خطوة نددت بها جمهورية قبرص واعتبرتها “استفزازًا غير مسبوق”.
وقال بلينكن “منذ إعلان القبارصة الأتراك، بدعم من تركيا، في أكتوبر 2020، عن افتتاح شاطئ فاروشا وبدأوا في اتخاذ إجراءات لتنفيذ هذا القرار، تجاهل القبارصة الأتراك وتركيا دعوات من المجتمع الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتراجع عن خطواتهم الأحادية الجانب”.
ووصف الوزير الأميركي “تصرفات القبارصة الأتراك في فاروشا، بدعم من تركيا”، بأنها “استفزازية وغير مقبولة ولا تتوافق مع التزاماتهم السابقة بالمشاركة بشكل بناء في محادثات التسوية”.
وحثت الولايات المتحدة “القبارصة الأتراك وتركيا على التراجع عن قرارهم المعلن اليوم وجميع الخطوات المتخذة منذ أكتوبر 2020”.
وحذرت واشنطن، بأنها “تعمل مع شركاء متشابهين في التفكير لإحالة هذا الوضع المقلق إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وستحث على استجابة قوية”.
وأكدت الخارجية الأميركية على “أهمية تجنب الأعمال الاستفزازية أحادية الجانب التي تزيد التوترات في الجزيرة وتعيق الجهود المبذولة لاستئناف محادثات التسوية القبرصية وفقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي”.
وقبرص مقسّمة منذ غزو الجيش التركي لثلثها الشمالي عام 1974، وانضمّت جمهورية قبرص، عام 2004، إلى الاتحاد الأوروبي الذي تنحصر مكتسباته بالشطر الجنوبي من الجزيرة، حيث يقطن قبارصة يونانيون وتحكمه سلطة هي الوحيدة المعترف بها في الأمم المتحدة. أمّا في الشمال، فلا تعترف سوى أنقرة بـ “جمهورية شمال قبرص التركية”.
وشددت الولايات المتحدة على أنها لا تزال “تؤيد تسوية شاملة يقودها القبارصة لإعادة توحيد الجزيرة كاتحاد ثنائي المنطقتين وطائفتين لإفادة جميع القبارصة والمنطقة الأوسع”.
ويأتي هذا بعد ساعات من إعلان أردوغان تمسّكه بحلّ يقوم على دولتين في قبرص، في كلمة شديدة اللهجة ألقاها خلال زيارة للشطر الشمالي من قبرص في الذكرى الـ 47 للاجتياح التركي الذي أدى إلى تقسيم الجزيرة المتوسطية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.