المونيتور: تركيا ترميم الكنائس في شمال سوريا….. محاولات سطحية لتلميع صورتها لدى الغرب
نورث بالس
أعلنت وزارة الدفاع التركية، مؤخرًا، عن قيام قواتها المسلحة بأعمال صيانة لكنيسة مار توما للسريان الأرثوذكس (القديس توماس) وسط مدينة سري كانيه شمال سوريا.
وأضافت الوزارة في بيانها الصادر في 14 تموز أن القوات المسلحة التركية أولت اهتماماً كبيراً بترميم وصيانة المباني الدينية في منطقة عملية “نبع السلام”.
زار عبد الله أرين، محافظ مدينة أورفا التركية، سري كانيه في 11 حزيران برفقة رئيس مجلس رأس العين المحلي، محمد علي الهوشو، وزار أرين الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والتقى بالسريان المسيحيون قبل التوجه إلى المركز الثقافي بالمدينة، حيث يتم تقديم دورات تدريبية وتعليمية للسكان المحليين منذ العام الماضي.
وقال الهوشو للمونيتور: “تم الانتهاء من أعمال الصيانة والترميم التي قام بها المجلس المحلي بدعم من وزارة الدفاع التركية في كنيسة مار توما برأس العين”.
وقال أيمن عبد النور، رئيس منظمة “مسيحيون سوريون من أجل السلام”، لـ “المونيتور”: “في القمة الدولية للحرية الدينية التي عُقدت في 13 و 14 و 15 تموز، أعرب المشاركون عن استياء واسع النطاق من القضايا المتعلقة بالحرية الدينية في تركيا. كما عقد أعضاء الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا اجتماعات مع المسؤولين على هامش المؤتمر لمناقشة طرد تركيا للأقليات المسيحية واليزيدية وتدمير الكنائس في المنطقة. كما ركز المؤتمر على الحريات الدينية في شمال شرق سوريا والقيود المفروضة على هذه الحريات مقارنة بالمناطق التي سيطرت عليها الفصائل المدعومة من تركيا مؤخرًا”.
وتابع عبد النور: “بما أن القضايا التي ستناقش في القمة كانت واضحة حتى قبل أن تبدأ، يبدو أن تركيا عملت على الترويج لنفسها كحامية للأقليات من أجل تجميل صورتها أمام الغرب. اتُهمت الفصائل المدعومة من تركيا مرارًا بارتكاب انتهاكات ضد الأقليات الكردية والمسيحية”.
وقال: “تركيا لن تكون قادرة على تغيير هذه الصورة التي تتطلب عملا دؤوبا وليس مجرد لفتات فارغة. لا تقتصر الحريات الدينية على بناء الكنائس وترميمها، بل تتطلب ضمان حقوق وحريات من لا دين لهم وليس فقط غير المسلمين. لن يغير ترميم تركيا للكنائس وصيانتها سياستها تجاه الدين ولن تجعلها دولة حرية وديمقراطية”.
واتهم ميخائيل يعقوب، كاهن بكنيسة مار آسيا الحكيم بالدرباسية، أعضاء فصائل المعارضة المسلحة بكسر أقفال كنيسة مار توما ونهب محتوياتها.
ونقلاً عن مصادر من مدينة رأس العين، قال يعقوب لوكالة نورث برس في تشرين الثاني 2020، إن أثاث الكنيسة ومفروشاتها تعرض للنهب بشكل كبير.
وقال يوسف كورية، الباحث المتخصص في الشؤون المسيحية المقيم في ألمانيا، لـ “المونيتور”: “تحاول تركيا تبرير وجودها في المنطقة من خلال تصوير نفسها على أنها داعمة للمسيحيين. تستند هذه الخطة إلى نقطتين رئيسيتين: الضغط على المقاتلين الكرد، وزرع الفتنة بين فئات المجتمع المحلي، بما في ذلك السريان المسيحيين والعرب والكرد، سواء أكانوا موالين أم معارضين. تم اتباع هذه السياسة لمدة 30 عامًا في جنوب شرق تركيا ويتم تطبيقها الآن على المناطق التي تسيطر عليها تركيا في سوريا. كما تصور تركيا نفسها على أنها داعمة للمسيحيين في تركيا، حيث افتتح أردوغان كنيسة في اسطنبول قبل بضع سنوات، لكنه في المقابل استولى على ممتلكات المسيحيين في جنوب شرق تركيا”.
وأضاف أن “تركيا استخدمت قوات سوريا الديمقراطية في منطقة نبع السلام كورقة ضغط للسيطرة على ممتلكات المسيحيين”.
وقال:” أكثر من 210 عائلة مسيحية كانت تعيش في رأس العين قبل عام 2012. ولكن بعد سيطرة جبهة النصرة على المدينة عام 2013، فرت معظم العائلات المسيحية من المدينة. عاد بعضهم بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على رأس العين، ليرتفع عدد العائلات هناك إلى حوالي 40. ومع ذلك، فرت هذه العائلات مرة أخرى خلال عملية نبع السلام التي قادتها تركيا في تشرين الأول 2019، حيث يوجد في المدينة 14 مسحيا فقط الآن”.
ترجمة: أوغاريت بوست
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.