بعد خروج عدد منها من غرفة عمليات”عزم” …توتر عسكري مستمر بين الفصائل الموالية لتركيا شمال حلب
إدلب – نورث بالس
اندلعت اشتباكات عنيفة بين الفصائل الموالية لتركيا في منطقة ريف حلب الشمالي وذلك على خلفية انسحاب عدد من الفصائل من غرفة عمليات مشتركة كانت قد شكلتها الفصائل بأوامر تركية، ويأتي انسحاب الفصائل بسبب تهميشها وتجاهلها بحسب البيان الذي صدر عنها.
وكانت قد أعلنت ثلاث فصائل وهي”فرقة الحمزة” و”فرقة السلطان مراد” و”فرقة السلطان سليمان شاه” انسحابها من غرفة عمليات”عزم” التي تشكلت حديثاً في محاولة من تركيا حماية فصائلها من تصنيفها على إنها إرهابية من قبل الولايات المتحدة على غرار فصيل”أحرار الشرقية” أحد تشكيلات ما يعرف ” بالجيش الوطني”.
وعلى ضوء انسحاب الفصائل الثلاثة شهدت المنطقة استنفاراً عسكرياً من قبل فصائل غرفة عمليات”عزم” ومطالبة الفصائل المنسحبة بالعودة تحت تهديد السلاح وحدثت اشتباكات عنيفة في قرية الغندورة انتهت بسيطرة فصائل غرفة عمليات “عزم” على عدة مقرات عسكرية تابعة لفرقة “السلطان سليمان شاه”.
كما طوقت الفصائل مدينة الباب من عدة اتجاهات واستمر التوتر القائم حتى أعلنت الفصائل المنسحبة قبولها بتشكيل لجنة تحكيم لوقف الاستنفار والتوتر الذي حصل، بعد أن طالبتها فصائل أخرى بضرورة الجلوس للتفاهم.
ويتحدث “محمود العكلة” وهو ضابط منشق عن القوات الحكومية، من ريف حماة الشمالي في شهادته “لنورث بالس” قائلاً، “بعد فشلها في إخراج جسم عسكري موحد ومنظم بدأت تركيا تحاول إصلاح الخلل الكبير في ما يعرف باسم “الجيش الوطني” عن طريق استحداث مسميات أخرى لمحاولة جمع كلمة وصف هذه الفصائل، لكنها لم ولن تفلح في ذلك طالما توجد العقلية المافيوية لدى هذه الفصائل”.
مضيفاً، “رغم وجود جسم عسكري واحد لهذه الفصائل، إلا أنه متفكك بشكل كامل وكل فصيل من فصائله يعمل لوحده دون الالتزام بالعمل الموحد وتحت اسم موحد، وهذا بات جلياً وواضحاً بعد أن هيمن المدعو”أبو عمشة” قائد فصيل” فرقة السلطان سليمان شاه” على المشهد لوحده، وتهميش من قبل تركيا لباقي الفصائل، حتى رأينا زيارة رئيس الائتلاف الذي من المفترض أن يكون رأس الهرم قام بها لأبو عمشة”.
ويشير العكلة، إلى أن السبب الرئيسي الذي يقف وراء التوتر العسكري الذي حصل هو بأوامر تركية دون شك، لتعطي رسائل لهذه الفصائل أنها هي من تتحكم بها، ولا يجب على فصيل منها أي يرفض أو يعترض أوامرها أو يخرج عن إرادتها، وهذا ليس غريباً بل يأتي في إطار الهيمنة التركية على القرار العسكري لهذه الفصائل.
ويؤكد أن لا قيمة لغرفة “عزم” المحدثة بدون أن تكون قادرة على جمع وتوحيد هذه الفصائل تحت مظلة عسكرية واحدة، “وهذا ما لا أتوقع أن يحدث بسبب أن قادة هذه الفصائل لا يهمهم من كل ما يجري سوى تجميع الثروات والتشبيح باسم”الثورة” وباسم” الجيش الوطني.”
ويختم العكلة قائلاً، “أتوقع أن تشهد الأيام القادمة تصعيداً عسكرياٍ واقتتالاً داخلياً واغتيالات وتصفية حسابات بين هذه الفصائل من جهة ومن جهة أخرى رغبة تركية في تقليص حجم بعض القادة وعلى رأسهم” أبو عمشة”.
وكانت قد أعلنت بتاريخ 24 آب/ أغسطس الجاري كل من فصائل”فرقة المعتصم” و”فيلق الرحمن” و”الفرقة 20″ استعداها للتوسط من أجل حل النزاع الحاصل بين الفصائل التي كانت قد انسحب من غرفة عمليات”عزم” وباقي فصائل ما يعرف”بالجيش الوطني” وأكدت الفصائل استعداها لحل النزاع ودعت الفصائل المتنازعة للتفاوض.
إعداد: أيمن العبد الزراق
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.