الأمم المتحدة: الأعمال العدائية بأعلى مستوياتها في سوريا
نورث بالس
أكدت الأمم المتحدة أن الأعمال العدائية المستمرة في سوريا والأزمة الاقتصادية ونقص المياه والظروف الوبائية، قد دفعت بالاحتياجات الإنسانية لملايين الأشخاص الضعفاء إلى أعلى المستويات منذ 2011.
وخلال إحاطة أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي حول آخر التطورات الإنسانية في سوريا، الثلاثاء، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفثيس، إنه “بعد 10 سنوات من النزاع، لا يزال المدنيون في جميع أنحاء سوريا يتحملون مصاعب خطيرة استمرت لفترة طويلة”.
وأضاف أن الأمم المتحدة تصل في كل شهر إلى 6.6 مليون شخص في جميع أنحاء سوريا، ولكن الاحتياجات الإنسانية التي تنمو باستمرار، تفوق بكثير نطاق الاستجابة، مشدداً على الحاجة إلى المزيد من الدعم لرفع المعاناة عن البلاد.
وحذّر غريفثيس من أن الأمم المتحدة وشركاءها الإنسانيين تلقوا فقط ربع التمويل المطلوب ضمن خطة الاستجابة الخاصة بسوريا لعام 2021.
وتحدث المسؤول الأممي عن إحراز تقدم في إيصال المساعدات الإنسانية الأممية عبر خطوط النزاع، أي عبر دمشق، بالإضافة إلى المساعدات عبر الحدود.
ولفت إلى عبور 1588 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى شمال شرق سوريا عبر الخطوط، وذلك منذ مطلع العام الحالي وحتى نهاية الشهر الماضي، بمعدل 227 شاحنة في الشهر، مقارنة مع 199 شاحنة شهرياً في خلال الفترة ذاتها من عام 2020، موضحاً أن تلك المساعدات تصل إلى 791 ألف شخص شهرياً.
وأفاد أن “الأمم المتحدة وشركاءها يبحثون في كل فرصة لإنشاء وصول (إنساني) عبر الخطوط باتجاه شمال غربي” سوريا.
ويعتزم غريفثيس التوجه إلى سوريا ولبنان وتركيا في الفترة المقبلة ليكتسب فهما أعمق لتعقيدات الأزمة الإنسانية في سوريا، إضافة إلى التحديات والفرص.
وحول التصعيد مؤخراً، أوضح المسؤول الأممي أن مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان قد سجل في خلال الشهرين الماضيين، وفاة 153 مدنياً على الأقل، و280 إصابة في صفوف المدنيين، معظمهم نساء وأطفال، وذلك بسبب الأعمال العدائية في عموم سوريا.
وأسفر تصاعد الغارات الجوية والقصف في شمال غرب سوريا عن مقتل 53 مدنياً في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) الماضيين، وتدمير البنية التحتية، ونزوح أكثر من 20 ألف شخص في أكبر عملية نزوح منذ آذار (مارس) 2020، بحسب المسؤول الأممي.
وفي شمال شرق سوريا، تواصل القصف في أبو راسين ورأس العين، والقرى المحيطة بشمال تل تمر في محافظة الحسكة، ما أدى إلى نزوح ثمانية آلاف شخص.
ورجح غريفثيس أن يؤدي نقص مياه نهر “الفرات”، الذي تفاقم بسبب الظروف الشبيهة بالجفاف، إلى إتلاف المحاصيل وتفاقم الوضع الغذائي، وتفاقم مخاوف الصحة العامة، وفقدان سبل العيش، مضيفاً أن الضخ يبقى محدوداً في محطة “علوك” بالحسكة.
كما أشار المسؤول الأممي إلى استمرار المشكلات الأمنية في مخيم “الهول”، حيث وقعت منذ مطلع العام الحالي 69 جريمة قتل، إضافة إلى 12 محاولة قتل.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.