النهار: بوتين يريد أن يفتح مجالا أكبر لدور تركي شرق الفرات وغربه
نورث بالس
أشارت صحيفة النهار العربي إلى أن لقاء بوتين بالأسد لم يدم سوى 10 دقائق، وأن انسحاب القوات الأميركية من الشمال الشرقي من دون تسوية يشكّل مصدر قلق للجانب الروسي.
ويعتقد كاتب المقال أن الانسحاب يعني أولا استمرار العقوبات، وثانيا انفلات الحدود السورية – العراقية لمصلحة إيران، وثالثا إتاحة اجتياح دير الزور أمام الإيرانيين وأتباعهم، ورابعا احتمال تفجّر التوتّرات بين الفصائل الإيرانية و “قوات سوريا الديموقراطية”.
ويرى أنه حتى الضغط على الأتراك كي ينسحبوا من شأنه أن يوجِد فراغا ستسعى أنقرة الى ملئه بفصائل المعارضة السورية الموالية لها، ما يفتح فصلا جديدا في حرب تعهّدت روسيا إنهاءها.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر مطّلعة بحسب الصحيفة أن الموضوع الرئيسي في لقاء بوتين والأسد كان تركيا، إذ إن بوتين يريد في المرحلة المقبلة أن يفتح مجالا أكبر لدور تركي في شمال شرق الفرات وغربه، ولذلك فهو يتوقع من دمشق أن يقلع عن تعنّته وإصراره على القطيعة مع أنقرة.
وتضيف أن الأمر يتطلّب، في المقابل، مقاربات جديدة من جانب حكومة دمشق لفتح حوار سياسي ومعالجة ملفات عالقة وتفاعلا جديا مع أعمال اللجنة الدستورية.
وبحسب المصادر، فإن محادثات موسكو لم تتطرّق مباشرة الى الوجود الإيراني، ربما لأن الروس لا يثقون بالأسد ونظامه في هذا الملف تحديدا.
ويقول عبد الوهاب بدرخان: “إيران ليست فقط محورا أساسيا في أي حوار روسي مع الأميركيين والإسرائيليين، بل عقبة كأداء أمام أي تفاهم كامل ومريح مع واشنطن، فضلا عن كونها عقدة تضعف اجتذاب العرب الى التطبيع مع النظام”.
ويضيف أن الروس يعرفون أن حكومة دمشق تغذي الهوامش بينهم وبين الإيرانيين ويلعب عليها، وفيما يتغاضى عن توسّع الاختراقات الإيرانية في أجهزة الجيش والأمن، فإنه يشجّعها ليستقوي بها على النفوذ الروسي نفسه.
وأشار إلى أن الروس يتجهون أكثر فأكثر الى الإشراف على هذه الأجهزة وإعادة هيكلتها، كخطوة لازمة وضرورية لبلورة التفاهمات مع أميركا.
ونوه إلى أنه ليس بإمكان الروس وحدهم، في وضعهم الحالي، أن يحسموا أي صراع بينهم وبين الإيرانيين للسيطرة على الجيش والأمن، ما لم تكن دمشق متعاونا معهم.
وأكد أنه بات على الأسد أن يختار بين تسوية أميركية – روسية تبقي حكومته لقاء “تنازلات” لإنهاء الأزمة، وبين مواصلة التمترس وراء إيران وبقاء العقوبات من دون حلٍّ دائم.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.