NORTH PULSE NETWORK NPN

مع استمرار التدهور الاقتصادي … ازدياد كبير في عدد المهاجرين من سوريا

إدلب – نورث بالس
مع استمرار انهيار الليرة السورية وارتفاع معدل التضخم الاقتصادي في البلاد، بات السوريون يعانون أوضاعاً معيشية قاسية، فأسعار السلع لم تعد تتناسب بالمطلق مع الدخل العام للفرد، في ظل عجز تام للحكومة عن إيجاد أي حلول قريبة أو بعيدة المدى.
ولا تزال رواتب الموظفين العامليين في القطاع الحكومي لا تتجاوز 75 ألف ليرة سورية بشكل تقريبي أي ما يقارب 21 دولاراً أمريكياً، إذ بلغ سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي 3500 ليرة للدولار الواحد.
ونتج عن هذه الأوضاع الاقتصادية ارتفاعاً كبيراً في نسبة العاطلين عن العمل وخاصة مع توقف الكثير من الشركات والمعامل عن العمل الأمر الذي دفع الكثير من الشباب للتفكير بالهجرة إلى الخارج في محاولة منهم لتأمين مستقبلهم.
تتعد الأسباب التي تدفع السوريون وبشكل خاص الفئة الشابة منهم للهجرة، فمنها الأزمات الاقتصادية والبطالة والفلتان الأمني والاعتقالات وعدم وجود أي بوادر أمل تلوح في الأفق.
وليست طرق التهريب هي المنفذ الوحيد لهؤلاء الشباب للخروج من سوريا، حيث يسعى الكثير منهم لاستخراج جوازات سفر تمكنهم من السفر لبعض الدول، وشهد مطار دمشق الدولي في الآونة الأخيرة زخماً كبيراً في عدد الشباب المغادرين من سوريا إلى وجهات مختلفة.
الناشط الصحفي ” خ ع ” في حديثه لـ ” نورث بالس ” قال: “إن سنوات الحرب التي كابدها السوريين أثقلت كاهل الشباب الذين وجدوا أن أحلامهم قد تبددت تحت وطأة هذه الحرب فاضطروا إلى الهجرة باحثين لأنفسهم عن مستقبل أفضل وحياة كريمة “.
مشيراً إلى “أن وجهة هؤلاء الشباب غالباً ما تكون إلى القارة العجوز التي احتضنت منذ بداية الحرب عدداً كبيراً منهم بينما يتجه عدد أقل منهم إلى مصر أو إلى كردستان العراق “.
“خالد عبد العال” شاب من مدينة حماة وصل مؤخراً إلى اليونان يروي لـ ” نورث بالس ” أسباب هجرته والمخاطر التي تعرض لها فيقول: “أعمل مدرساً منذ 7 سنوات وإلى الآن لم أتزوج ولا أملك بيتاً خاصاً بي وراتبي إلى الآن لا يتجاوز 65 ألف ليرة سورية مع الحوافز وراتبي هذا لا يشتري لي جرة غاز فضلاً عن باقي الاحتياجات اليومية لكل شخص”.
وأضاف:” قمت باستدانة مبلغ مالي من أحد المعارف ووصلت من خلال طريق عسكري إلى إعزاز ومن هناك استطعنا العبور إلى تركيا ومن ثم وبعد عدة محاولات فاشلة استطعت أخيراً برفقة عدد من الشباب الوصول إلى اليونان”.
وذكر أن تكلفة وصوله للشمال السوري عبر الخط العسكري كانت 1700 دولاراً أمريكياً بينما تكلفة عبوره إلى تركيا كانت 800 دولاراً أمريكياً أما تكلفة وصوله لليونان فكانت 2600 دولاراً أمريكياً .
ويقول ” عبد العال ” أنه على أمل كبير أن يسمحوا له بالوصول إلى ألمانيا، حيث يتواجد بعض أصدقائه الذين وصلوا لها قبل سنوات.
ولا تقتصر هجرة الشباب على مناطق الحكومة السورية وإنما تشهد المناطق التي تسيطر عليها بعض الفصائل الجهادية المتشددة أو المناطق التي تحكمها فصائل عسكرية تبث الرعب والفوضى فيها ، تشهد أيضاً تزايداً في أعداد المهاجرين هرباً من بطش هذه الفصائل ومضايقاتها للبحث عن مستقبل أفضل .
إذ يؤكد ” حاتم صيادي وهو كاتب صحفي من أبناء ريف إدلب ” في حديثه لـ ” نورث بالس ” “أنه وصل إلى ألمانيا منذ سنة ونصف تقريباً هرباً من ” هيئة تحرير الشام ” التي باتت تحكم إدلب وريفها وأن سياسة تكميم الأفواه أصبحت هي السياسة الغالبة وأن حياته أصبحت مهددة بالخطر فقط لمجرد قوله الحقيقة “.
وأضاف صيادي “أنه انتقل قبل هجرته إلى مناطق ريف حلب الشمالي التي تسيطر عليها الفصائل العسكرية التابعة لتركيا لكنه وجد أن الأوضاع أكثر سوءاً فما كان أمامه إلا أن يحزم أمتعته ويهاجر إلى ألمانيا “.
إعداد: أيمن عبدالرزاق

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.