هل حصلت الأردن على ضوء اخضر أمريكي لتطبيع العلاقات مع دمشق؟
نورث بالس
بخطى متسارعة توجه الأردن نحو تطبيع العلاقات مع دمشق، وظهرت أخيراً وكأنها تأخذ بيد حكومة دمشق، لإعادته إلى الحاضنة العربية والإقليمية، وربما الدولية.
فكانت بداية التحولات قد برزت خلال زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني، في يوليو/ تموز الماضي، إلى الولايات المتحدة. يومها جرى الحديث عن خريطة طريق قدّمها العاهل الأردني للرئيس الأميركي جو بايدن، بهدف حلّ الأزمة السورية.
ترافقت هذه التسريبات مع مقابلة تلفزيونية، قال فيها عبد الله الثاني، إنّ الرئيس السوري بشار الأسد باق وعلى المجتمع الدولي التعامل معه كأمر واقع، ما شكّل تحولاً في الموقف الأردني تجاه حكومة دمشق.
وأعقب ذلك زيارة للملك الأردني إلى روسيا، تناولت بشكل أساسي القضية السورية.
وعلى الرغم من أن لا إعلان رسمياً بعد بشأن وجود خريطة للحل، ولا أي معلومات خرجت للعلن بشأن بنودها أو المحادثات التي أجراها الملك مع كلّ من بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين حيال سورية، إلا أن المعطيات على أرض الواقع باتت تدل على أن الأردن تمكّن من الحصول على ضوء أخضر لإعادة تطبيع علاقاته مع دمشق، ربما على المستوى الاقتصادي، على الأقل.
فمن المؤشرات الواضحة التي تدل على تلك التحولات، فتح المعابر وإعادة الرحلات الجوية بين سورية والأردن، ولكن زيارة وزير الدفاع في حكومة دمشق، العماد علي أيوب، إلى عمّان، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، تشير إلى أن الأردن يسير بإعادة تطبيع علاقاته مع حكومة دمشق إلى ما هو أبعد من الجانب الاقتصادي.
ويلمح متابعون لهذا الشأن، إلى أن الأردن بات مهتماً بإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية من خلال القمة العربية المقبلة المرتقبة في الجزائر، ويهدف في ذلك إلى فتح المجال لحكومة دمشق والتحرك عربياً وإعادة تطبيع علاقاته مع المحيط، ليصبح في مقدور الأردن التعامل مع حكومة دمشق والتخلص من الأعباء الاقتصادية التي تثقل كاهله، من خلال فتح الحدود وإعادة التبادل التجاري والاقتصادي إلى الوضع الذي كان عليه قبل الحرب السورية في 2011.
في هذا الجانب، وإن لم يكن الأردن قد حصل فعلاً على الضوء الأميركي لإعادة تطبيع علاقاته مع حكومة بشار الأسد، فإن احتمالات مواجهة عقوبات “قانون قيصر” الأميركي قائمة في وجه المملكة، إذ عادت نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، جالينا بورتر، لتعلن الثلاثاء الماضي أن الإدارة الأميركية تراجع قرار إعلان الأردن استئناف الرحلات الجوية التجارية إلى سورية، وذلك بعد قولها للصحافيين في نهاية الشهر الماضي، إنّ “القرار (الأردني) مرحّب به، إذا كان يقتصر على الرحلات التجارية”. وأمام ذلك، يبقى الموقف الأميركي في وضع مبهم حتى الآن
يعرب الحقوقي والمعارض السوري رضوان زيادة، المقيم في واشنطن، عن اعتقاده بأن إعادة تطبيع العلاقات التدريجي بين الأردن وحكومة دمشق تجري بضوء أخضر أميركي، مشيراً إلى أن ذلك بات واضحاً بعد زيارة الملك عبد الله إلى واشنطن.
ويرى زيادة أن “عودة العلاقات هذه مشروطة بالبعد الاقتصادي الأردني، من مثل خط الغاز العربي وفتح الحدود عبر المعابر، أما هدف واشنطن فهو مساعدة الحليف الأردني اقتصادياً فحسب، وليس نظام الأسد”.
أما بخصوص مساعي الأردن لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، فيقول زيادة: “كما نعلم، هناك دول عربية عدة، للأسف، تطالب بعودة سوريا، مثل مصر والجزائر والعراق، وربما انضمام الأردن يساعد في ذلك، ولا أعرف إذا كان حكومة دمشق سينجح في مسعاه أم لا، فالدول التي تعارض باتت محدودة، مثل قطر”. وفي هذا الإطار، يشير زيادة إلى أنّ واشنطن “لا تحبّذ عودة النظام، لكنّ إدارة بايدن لا تأخذ سياسة نشطة تجاه عدم عودة النظام”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.