عفرين – نورث بالس
ضمن السياسات التي تتبعها الحكومة التركية في عفرين، أصدرت ما تُسمى ’’الإدارة العامة للمدينة الصناعية في عفرين’’، ولأسبابٍ مجهولة وبشكلٍ فجائي، قراراً بنقل المدينة الصناعية التي يعمل فيها صناعيين في مجال صيانة وتركيب السيارات بأنواعها، وكذلك الجرارات والشّاحنات من مركز ناحية جندريسه نحو منطقة أخرى مجهولة لم يتم معرفتها.
وحسب مصادر محلية داخل منطقة عفرين التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل المواليه لها منذ مارس/ آذار 2018، فإن عمليات التغيير في هوية المنطقة وكذلك فرض قوانين مجحفة بحق سكانها الكرد الأصليين لم تتوقف منذ اليوم الأول لغزوها المنطقة. ويأتي نقل المنطقة الصناعية من ناحية جندريسه جزءاً من السياسات التي تتبعها تركيا لفرض وقائع جديدة على الأرض.
وقد نقل بعض سكان المدينة لوسائل إعلامية مختلفة، أن قوات التركية والفصائل المواليه لها أصدرت قراراً يقضي بمطالبة ممن يرغبون بشراء محال لهم في المنطقة الصناعية الجديدة التي سينشئها وفق رغباتهم أن يبادر إلى دفع مبلغ /11/ ألف دولار أمريكي، وأن من يريد أن يستأجرها؛ يستوجب عليه دفع مبلغ /300/ ألف ليرة سورية شهرياً.
وأشارت المصادر داخل ناحية جندريسه، أن القوات التركية والفصائل المواليه لها هددت أصحاب المحال في المنطقة الصناعية ممن لا قدرة لديهم على الشراء أو الإيجار، بنقل محالهم من مركز المدينة نحو القرى، وهو ما يهدد بتوقف أعمالهم؛ نظراً لعدم وجود سيارات عديدة في القرى ومحدودية النشاط الصناعي فيها.
وسادت حالة من التذمر والسخط أوساط الصناعيين في الناحية، لعدم تمكن دفع المبالغ الطائلة التي فرضتها القوات التركية. في حين أعلن العديد من أصحاب المحال أنهم سيتحولون إلى عاطلين عن العمل، ما يهدد مستقبل الصناعة والمنطقة الصناعية في الناحية برمتها.
ويذكر أن المهارات والخبرات الصناعية التي كانت متوفرة في المنطقة الصناعية بعفرين قبل الغزو التركي، وتوفر قطع الغيار المختلفة، جعلتها موئلاً ومقصداً لكل أبناء ريف حلب الشمالي وليس فقط منطقة عفرين، وفي حال نقلها إلى مكان آخر سيفقد العديد من الصناعيين مصادر أرزاقهم وستتضرر الصناعة أيضاً.
ولقد استمهلت القوات التركية والفصائل المواليه لها أصحاب المحال لمهلة محددة وقصيرة لتجهيز أنفسهم وإخلاء المحال والانتقال إلى المنطقة الجديدة، رغم أنهم لم يعلنوا عن مكان المنطقة الصناعية الجديدة التي يعملون لإقامتها، وكذلك لم يفصحوا عن نواياهم من وراء هذا التغيير الذي وصفه الأهالي بأن لا معنى له أبداً.
وكانت المنطقة الصناعية في ناحية جندريسه بعفرين قد تعرضت للعديد من عمليات السرقة والسلب والنهب على يد عناصر الفصائل المواليه للقوات التركية، كما استهدفت بعدة تفجيرات عبر سيارات مفخخة.
إعداد: جعفر جعفو
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.