لكبح جماح تركيا… أثينا تتوسع في الدول الإقليمية

نورث بالس
لتعزيز علاقتها وتحالفاتها الإقليمية تتحرك اليونان على أكثر من جبهة في ظل أزمتها مع تركيا على خلفية خلافات عالقة تتصدرها نزاعات بحرية في شرق المتوسط وبحر ايجه ومشاكل متفاقمة بسبب أنشطة التنقيب التركية في مياه متنازع عليها وسط حالة شدّ وجذب لم تهدأ منذ اكتشاف مكامن ضخمة للنفط والغاز في المنطقة البحرية سالفة الذكر.
ويبدو أن أثينا التي تستشعر خطرا تركيا على أمنها القومي وحقوقها البحرية، تعمل على تضييق الخناق على الخصم الإقليمي من خلال تشكيل جبهة قوية مع خصوم تركيا الحاليين والسابقين.
وبعد تعزيز التعاون العسكري مع فرنسا واقتناء مقاتلات وفرقاطات فرنسية وإبرام اتفاقيات شراكة في أكثر من مجال، وجهت اليونان بوصلتها تجاه المملكة العربية السعودية وهي واحدة من الدول الوازنة جغرافيا وسياسيا على المستويين الإقليمي والدولي وهي أيضا من الدول التي تعرضت في فترات سابقة لمحاولات تركية لتشويه سمعتها في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في أكتوبر من العام 2018.
وقد دشنت قبل أشهر مرحلة جديدة من تعزيز العلاقات مع القاهرة تجلت في القمة الثلاثية الأخيرة التي جمعتها مع زعماء مصر وقبرص في أثينا.
وتدرك اليونان أن للرياض دور وازن وهي حليف وثيق لمصر وما يربط الحليفين يمكن أن يتطور إلى ويتوسع ليشملها بمنطق ترابط المصالح.
وفي أحدث الخطوات باتجاه الرياض، بدأ رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس الاثنين زيارة إلى السعودية تهدف أساسا لبحث تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي بين البلدين، إلى جانب مشاركته في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تحتضنها مدينة الرياض يومي 25 و26 من الشهر الجاري بحضور عدد من رؤساء وحكومات دول العالم.
وتناقش قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر على مدى يومين تحديات التحول في الطاقة وتحقيق التوازن، وكذلك الصناعات كثيفة الكربون والفرص الاستثمارية الجديدة في الاقتصاد الأخضر.
وكانت المحادثات حول توفير أثينا لنظام دفاع جوي للرياض بدأت في أكتوبر من العام 2019 في ذروة الخلافات التركية السعودية.
ووفقا لمصادر دبلوماسية في العاصمة السعودية فإنه من المنتظر أن يلتقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يشغل منصب وزير الدفاع أيضا مع رئيس الوزراء اليوناني الليلة، لبحث سبل تعميق التعاون الثنائي في المجال العسكري وتوطين بعض الصناعات العسكرية في السعودية في إطار رؤية 2030 التي يتبناها الأمير محمد .
ومؤخرا أجرت أثينا والرياض تدريبات مشتركة لتطوير مهارات الطواقم الجوية والتقنية ودعم استعدادها وتبادل الخبرات في جميع المجالات.
هذا التقارب وتسارع وتيرته بينما يتصاعد التوتر بين أنقرة واثينا، بات أمرا يزعج تركيا التي ترى في التحالفات التي تعقدها اليونان تحركا ضدّها ومحاولة لتضييق الخناق عليها وحشد الدعم الإقليمي والدولي ضدّها لممارسة ضغوط عليها في الملفات الخلافية.