“وتد” التي تسترد النفط الأوكراني ترفع الأسعار وهيئة تحرير الشام تراقب خزانات السيارات على معابرها
إدلب – نورث بالس
تعاني مناطق شمال غرب سوريا، من الارتفاع المتكرر في أسعار المحروقات، مما يفاقم الأعباء المالية للمدنيين ويؤثر سلباً على القطاعات الاقتصادية والخدمية ، حيث رفعت شركة “وتد” المملوكة لـ “هيئة تحرير الشام” مجددًا، أسعار المحروقات في عموم منطقة إدلب شمال غربي سوريا معلّلة ذلك بإرتفاع السعر من المصدر، الأمر الذي زاد من ردود الفعل الغاضبة من قبل سكان المنطقة.
وجاءت أسعار المحروقات بحسب ما نشرت “وتد” بتاريخ السبت 13 تشرين الثاني/ نوفمبر على الشكل الآتي، سعر لتر البنزين مستورد نوع أول 8.46 ليرة تركية، بعد أن كان بسعر 8.15 ليرة تركية، سعر لتر المازوت مستورد نوع أول 8.15 ليرة تركية، بعد أن كان بسعر 7.87 ليرة تركية، سعر لتر المازوت مكرر نوع أول 5.02 ليرة تركية، بعد أن كان بسعر 4.97 ليرة تركية. سعر لتر المازوت النوع المحسن 6.06 ليرة تركية، بعد أن كان بسعر 5.99 ليرة تركية.
وارتفع سعر أسطوانة الغاز للمستهلك إلى 122.5 ليرة تركية، بعد أن وصل سعرها قبل أيام إلى 119 ليرة تركية، حسب “وتد”.
وادّعت “وتد” أن “السبب في ارتفاع أسعار المحروقات المستوردة هو من المصدر بموجب الارتفاع الحاصل على أسعار النفط العالمي”، وقبل أيام، شهدت مدينة إدلب مظاهرة شعبية احتجاجًا على ارتفاع الأسعار ورافضة لسياسة ما تسمى “حكومة الإنقاذ” ، والتلاعب بقوت المدنيين وحاجاتهم الأساسية .
وفي سعي من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) لمنع المدنيين من شراء الوقود من خارج مناطق سيطرتها ، تفرض شروطاً صارمة على مركبات النقل والشاحنات التي تعبر إلى مناطق سيطرتها قادمة من ريف حلب الشمالي، حيث تنخفض أسعار المحروقات هناك نسبياً .
وتلجأ حواجز هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) إلى تفتيش خزانات الوقود الخاصة بالسيارات القادمة إلى إدلب من معبري “ديربلوط و”الغزاوية” ولا تسمح بدخول السيارات التي تزيد نسبة الوقود في خزانها عن الـ 50 % ، وتُجبر صاحب المركبة على العودة وإفراغ قسم من الوقود للسماح له بالعبور .
وفي حديث لـ ” نورث بالس” أكد أحد سائقي المركبات الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ، والذي يعمل على نقل طلاب الجامعة من مناطق إدلب إلى مدينة إعزاز ، أن حاحز الغزاوية التابع لهيئة تحرير الشام يقوم بتدقيق وفحص كمية الوقود في مركبته ، وأنه يتحاشى ملئ سيارته بالوقود من مناطق ريف حلب الشمالي لكي لا يقوم الحاجز بإرجاعه.
وأبدى السائق امتعاضه من هذه الشروط والأحكام التي تفرضها هيئة تحرير الشام(جبهة النصرة سابقاً) ، وأضاف أنه كان في السابق يملأ الوقود بسعر أقل من مناطق ريف حلب الشمالي ، مما يساعده بشكل أو بآخر على توفير بعض المال لينفقه على أسرته.
وعلّق الخبير الاقتصادي ” فادي بكري ” في حديث لـ” نورث بالس” ، عن هذه الشروط قائلاً : ” إن احتكار “وتد” شبه الكامل للمحروقات، وفرضها أسعارًا تزيد على التكلفة الحقيقية لسعر استيرادها، وعدم سماحها بمرور أي شحنات وقود من المناطق المجاورة إلا بموافتها وبشروط محددة، نظرًا إلى انخفاض أسعارها عما هو سائد في مناطق سيطرة “تحرير الشام” ، يعود إلى الأرباح الطائلة التي تحققها “وتد” ، حيث أوضحت إحدى الفواتير المسربة في العام الفائت أن أرباح “وتد ” بلغت ما يقارب 1300000 دولاراً أمريكياً.”
وأضاف “بكري” إن شركتي الشهباء وكاف العاملتان في نفس المجال، لا يتمتعان بالاستقلالية فضلاً على كونهما يستوردان من نفس الجهة التي تزود ” وتد ” بالوقود، واعتبر أنهما شركتان شكليتان أنشأتهما تحرير الشام لتخيف حدة الانتقادات التي تطالها نتيجة احتكار السوق”.
يذكر أن شركة “وتد” تم انشاؤها من قبل أمراء في هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وبدأت أعمالها في العام 2018 ، وتختص بتجارة المحروقات واستيرادها ، حيث تقوم باستيراد النفط الأوكراني عبر شركات نفط تركية، وأدت ممارسات احتكار “وتد” إلى خلق حالة احتقان شعبي تجاهها، لعدم مراعاتها الظروف المعيشية الصعبة للسكان المحليين جراء فرضها لهذه الأسعار حسب مراقبين.
إعداد: أيمن عبدالرزاق
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.