نورث بالس- القامشلي
أشار عضو الهيئة الإدارية لدائرة العلاقات الخارجية في شمال وشرق سوريا عبد الرحمن سلمان إلى إن أسباب احتلال تركيا لمقاطعة عفرين “أنها كانت كردية خالصة وتبلغ نسبة الكرد فيها أكثر من 98% وتتمسك بهويتها وثقافتها الكردية، لذا أرادت تركيا تفتيتها وتغيير ديمغرافيتها”.
وجاء حديث سلمان في تصريح خاص لشبكة NPN حول الانتهاكات التي تشهدها مقاطعة عفرين الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها.
وقال سلمان: “كنا على يقين أن التغيير الديموغرافي هي أولى الخطوات التركية التي ستنفذها في عفرين مع فصائلها المسلحة”.
وعزى سلمان سبب ذلك باعتبار أن منطقة عفرين كانت كردية خالصة، بلغ نسبة الكرد فيها 98%، وأضاف: “حتى 2% من غير الكرد كانت الحكومة السورية قد أسكنتهم في المناطق الحدودية في إطار تطبيق الحزام العربي”.
ونوه سلمان أن ما أثار مخاوف تركيا أيضاً هي تأسيس نظام تعليمي جديد في عفرين في ظل الإدارة الذاتية وبدء أبناء عفرين التعلم بلغتهم الأم الكردية.
وأشار سلمان أنه وبجانب سياسات تغيير التركيبة السكانية لعفرين، تحاول تركيا تغيير حتى المذاهب الدينية الأساسية في عفرين، وأدخلت إليها مذاهب لم تكن موجودة كالمذهب الشافعي الذي لا يعتنقه أحد من أهالي عفرين.
وتعليقاً على تخريج إحدى المؤسسات الدينية التابعة لتركيا في عفرين دورة شرعية لمجموعة تضم 26 شخصاً تحت اسم “تعليم المذهب الشافعي”، أضاف سلمان قائلاً: “كلنا يدرك أنه لايوجد في عفرين من يتبعون المذهب الشافعي، وهنا يخطر في بالنا سؤال، من هم هؤلاء الشافعيين في عفرين؟”
وتابع: “هذا يدل على أن من خضعوا للدورة ليسوا من أهالي عفرين وهم من فصائل تركيا أو المستوطنين، وتركيا تسعى من ذلك بث التفرقة حتى بين المذاهب الموجودة في عفرين”.
سيطرت القوات التركية والفصائل المواليه لها على مقاطعة عفرين منتصف آذار/مارس 2018، تسبب ذلك في تهجير الآلاف من أهالي عفرين الذين لازالوا يقطنون في مخيمات أقيمت في ريف حلب الشمالي، فيما جلبت تركيا الآلاف من المستوطنين من الداخل السوري بالإضافة إلى عوائل فصائلها وأسكنتهم في عفرين.
وصدر مؤخراً تقرير للجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا، أكد فيه ارتكاب تركيا والجيش الوطني السوري “جرائم حرب” في عفرين وباقي المناطق التي تسيطر عليها شمال سوريا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.