نورث بالس
دعا حزب “الاتحاد الديمقراطي” أكبر أحزاب “الإدارة الذاتية”، روسيا إلى لعب دور وسيط وإقناع دمشق بالحوار مع الإدارة، وذلك في أول تعليق على دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى “نقل تجربة كرد العراق إلى سوريا”.
وقالت المتحدثة باسم “حزب الاتحاد الديمقراطي” سما بكداش في تصريحات لها إنه “يمكن للوزير الروسي لافروف تقديم المساعدة في هذه المسألة بإقناع النظام للجلوس إلى طاولة الحوار”.
وأضافت “نحن نتطلع إلى الحل مع المركز في دمشق، وقد جرت محاولات عدة لفتح باب الحوار، ولكن يبدو أن النظام غير مستعد الآن”.
وأشارت بكداش إلى أنه وبـ “النسبة لتجربة جنوب كردستان، لنا الحق في الاستفادة من تجربة بني جلدتنا في هذا الموضوع، ولكن سوريا ليست العراق، ودمشق ليست بغداد ورؤيتنا للحل السوري مختلفة”، وفق تعبيرها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحفي في موسكو، نهاية الأسبوع الماضي، رداً على أسئلة لشبكة روداو الكردية إن “تجربة أربيل في العراق والمنطقة مختلفة، ويجب نقل تجربة الأكراد في العراق إلى سوريا”.
وأضاف أن “قوات سوريا الديمقراطية” طالبت منا تطبيع علاقاتهم مع الحكومة السورية”، معتبرا أن “الأكراد في لجنة كتابة الدستور السوري لا يمثلون جميع أكراد سوريا”.
وقسم الوزير الروسي أكراد سوريا إلى مقربين من أمريكا و “والبعض الآخر ينتمون الى تركيا”، معتبراً أن “الأمريكيين لم يجدوا أبداً حلاً جيداً للأكراد”.
وقال لافروف “عندما أعلن ترامب انسحاب قوات بلاده من سوريا، طالبت “قسد” تسهيل حوارها مع دمشق، ولكن عندما غيرت واشنطن رأيها، لم تعد تركز على الحوار مع دمشق”.
وأضاف أن “مصير سوريا لن تقرره الولايات المتحدة، فهي تؤكد، مثلها مثل جميع دول العالم، التزامها بوحدة أراضي الجمهورية العربية السورية. لكن في الحقيقة هي تشجع النزعات الانفصالية في شرق الفرات”.
ومر أكثر من شهر ونصف على عودة وفد “مجلس سوريا الديمقراطية” و”الإدارة الذاتية” بعد زيارة رسمية إلى موسكو أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ولا جديد حتى الآن فيما يخص إطلاق حوار بينهم وبين الحكومة السورية.
وكانت الزيارة قد أعقبتها تقارير إعلامية تطرق خلالها أعضاء الوفد الزائر، إلى استعداد روسي لإطلاق حوار مزمع بينهم وبين دمشق، وصفوا خلالها لقاءاتهم بـ “الإيجابية” مع الوزير لافروف ونائبه ميخائيل بوغدانوف.
ودأبت “الإدارة الذاتية” كما القائد العام لقسد مظلوم عبدي إلى مطالبة دمشق بضرورة “الاعتراف بـ”الإدارة الذاتية” ومنح خصوصية لـ”قسد” ضمن الجيش السوري”.
لكن الفارق كبير بين رؤية الطرفين، حول كيفية الوصول إلى حل نهائي، إذ ترفض دمشق انضمام “قسد”، و”الأسايش”، إلى الجيش السوري والقوى الأمنية ككتلة واحدة، وتطالب باندماجهم بدلاً عن ذلك.
كما تتحدث دمشق عن ضرورة وجود وفد يمثل الكرد السوريين فقط في الحوارات معها، فيما ترفض “الإدارة الذاتية” مبدأ الحوار “ما لم يكن مع ممثلي مكونات شمال وشرقي سوريا”.
وطرحت دمشق سابقاً “قانون الإدارة المحلية 107” كمشروع بديل عن “الإدارة الذاتية” وترى أنه يمكن زيادة عائدات الثروات على مناطق شمال وشرقي سوريا بشرط أن يبقى قرار إدارتها مركزياً.
ورأى مراقبون أن حديث الوزير الروسي كان فيه تلميحاً ودعوة للاستفادة من تجربة إقليم كردستان وعودته إلى الاندماج مع العراق بعد محاولة تنظيم استفتاء على الاستقلال، وما أعقبها من مواجهة مع بغداد.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.