NORTH PULSE NETWORK NPN

قرية “أم الحوش”.. شاهدةٌ على مجازرَ مروّعةٍ والعديد من الجثث لا تزال تحت الأنقاض

نورث بالس – الشهباء

اعتُبِرَتْ قرية “أم الحوش، في مقاطعة الشَّهباء بشمال شرق سوريّا، في بداية الأزمة السُّوريّة بمدينة حلب، أكبر ممرّ للإرهاب بين تنظيم “داعش” الإرهابيّ والدّولةِ التُركيّة، حيث ارتُكبت فيها مجازر مروّعة بحقِّ المدنيّين، وماتزال الكثير من الأنقاض لم يَتُمُّ رفعها عن جُثث المدنيّين والعسكريّين ممّن أعدمهم التنظيم الإرهابيّ.

“أحمد نعسان” شاهِدٌ على مجزرة “أم الحوش” في مقاطعة الشَّهباء، وقال في وصفه لها: “في عام 2015 وتحديداً ما بين شهري يونيو/ حزيران ويوليو/ تمّوز؛ اقتحم مرتزقة “داعش” المنطقة. وفي هذه الأثناء كان ما يُسمّى “الجيش السُّوريُّ الحُرّ” متمركزاً بقرية “أم القرى” وقوامه كان آنذاك مكوّناً من /10/ فصائل تقريباً، وكان يتواجد منزل وسط القرية مؤلّفٌ من طابقين اعتمده الفصائل المسلّحة كغرفة عمليّات لها”.

وتابع “قبل اقتحام مرتزقة “داعش” القرية بيومٍ واحد؛ دخلت القرية سيّارة مفخّخة مع رتلٍ عسكريٍّ للفصائل المسلّحة من مدينة “مارع” وفجّرت السيّارة أمام غرفة العمليّات، بهذا الانفجار انهار الطابقان على الأرض وبات رماداً ودُمّرت الكثير من المنازل حولها وقتل من 15 إلى 20 عنصر من الفصائل المسلّحة”.

ونوّه “نعسان” إلى أنَّه في اليوم الثّاني، وبواسطة جرّافة، نقلوا الجثامين بطريقة شنيعة ورموها بين الأراضي الزّراعيّة، مؤكّداً أنَّه لا تزال الكثير من الأنقاض متواجدة في مكان الحادثة، واحتمال كبير أن يكون هناك العديد من الجثث تحتها.

وأردف بالقول “استمرّت الاشتباكات بين الفصائل المسلّحة في قرية “أم القرى” و”مارع” على مدار ثلاثة أشهر متواصلة بين كرٍّ وَفَرٍّ، وفي النِّهاية سيطر /7/ من مرتزقة داعش على المنطقة بأكملها، وكان مقابلهم حوالي /2500/ عنصر من الفصائل المسلّحة التي انسحبت خارج القرية، ليتمركزوا غرب القرية”.

وذكر “نعسان” خلال حديثه أنَّه تواصلت الاشتباكات بين الفصائل المسلّحة ومرتزقة “داعش” في قرية “أم الحوش”، حيث استهدفت الفصائل المسلّحة نقاط وتمركزات تنظيم “داعش” الإرهابيّ بصواريخ كانت تُسمّى “صاروخ جهنّم” وليوم كامل دون انقطاع، ودارت بينهما اشتباكات قويّة، وقتل على إثرها ما يقرب من /20/ عنصر من الفصائل المسلّحة دُفِنَت على يد عناصر تنظيم “داعش” الإرهابيّ بواسطة جرّافة “تركس”.

وأكّد “نعسان” أنَّ مرتزقة “داعش” والفصائل المسلحة ارتكبت الكثير من المجازر بحقِّ أهالي المنطقة المدنيّين عامّة وفي قريتي “أم الحوش” و”أم القرى” على وجه الخصوص، وأوضح أنَّ العديد من العوائل بجميع أفرادها كانوا ضحايا لألغام زرعها تنظيم “داعش” الإرهابيّ حينما كانوا يريدون التخلّص من الظلم المفروض عليهم، وأشار أنَّه ما تزال حتّى اليوم الكثير من الأراضي الزّراعيّة حولنا مزروعة بالألغام ويفقد على إثرها العديد من المدنيّين حياتهم.

وأردف بالقول إلى أنّه “في قرية أم الحوش أيضاً، وخلال سيطرة الفصائل المسلّحة عليها، وفي السّاعة 8 مساءً، وبينما كانت عائلتان متواجدتان في منزليهما، وعلى العشاء وقعت عليهما قذيفة راح ضحيّتها جميع أفراد العائلتين وهم /8/ أشخاص بينهم /4/ أطفال.

في هذا السّياق قال المحامي وعضو “لجنة السُّوريّين من أجل المعتقلين والمختطَفين” جبرائيل مصطفى “كون ملفّ المفقودين والمختطَفين ملفٌّ مهمٌّ ومرتبطٌ بحقوق الإنسان، وعدد المعتقلين والمفقودين في سوريّا تجاوز الآلاف ومصير معظمهم غير معروف حتّى الآن، وقد شكّلت لجنة السُّوريين من أجل المعتقلين والمختطفين من قبل حقوقيّين وذويِّ المعتقلين”.

وأشار “مصطفى” إلى أنَّ هدف اللّجنة حقوقيّ إنسانيّ للبحث عن مصير المفقودين السُّوريّين، بغضِّ النَّظر عن انتماءاتهم الدّينيّة أو السِّياسيّة، ومن ضمن هؤلاء المفقودين راح الكثير من الضحايا بمجازر مرتزقة “داعش” في سوريّا، من ضمنها المجزرة التي ارتُكبت في عام 2015 بقرية “أم الحوش”.

يُذكر أنَّه قبل سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابيّ على قرية “أم الحوش”، كانوا يقصفون القرية المكتظّة بالمدنيّين انطلاقاً من بلدة “مارع”، ومقبرة “أم الحوش” خير شاهد على المجازر التي ارتكبها إرهابيّو “داعش” في المنطقة. واعتبرت القرية في بداية الأزمة السُّوريّة أكبر مَمَرٍّ للإرهابيّين بين “داعش” وتركيّا.

وقد عَبَرَ مسؤولون وعناصر من تنظيم “داعش” الإرهابيّ، وهم الآن مطلوبون أمام العدالة في العراق وسوريّا وغيرها من الدّول، من هذه المناطق ومنها أيضاً كانوا يهربون إلى تركيّا عندما دُحِرَ التنظيم الإرهابيّ على يد قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة.

وفي ختام حديثه تمنّى المحامي وعضو لجنة السُّوريّين من أجل المعتقلين والمختطَفين “جبرائيل مصطفى” ألا يكون ملفّ المعتقلين والمفقودين في سوريّا ورقةً سياسيّةً بيد الدّول، وأن تبدي جميع الأطراف مقاربات إنسانيّة وحقوقيّة منه، كما طالب الأمم المتّحدة أن تضغط على جميع أطراف الصراع في سوريّا وتجبرها على بيان مصير جميع المعتقلين لديها.

 

إعداد: جعفر جعفو

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.