ميقاتي يفتح الباب أمام التوسع التركي في لبنان
نورث بالس
اجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم أمس الثلاثاء، برئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي والوفد الوزاري المرافق له في أول زيارة خارجية له تأتي في خضم أزمة طاحنة تعصف بلبنان.
وتشكل الزيارة منفذ مهما لأنقرة التي تبحث باستمرار عن تمدد موثوق في الشرق الأوسط وتثبيت أقدامها في الساحة اللبنانية من بوابة الدعم الاقتصادي.
وتأتي زيارة ميقاتي أيضا في خضم أزمة مع دول الخليج التي كانت داعما رئيسيا للبنان فيما تسعى الحكومة اللبنانية لاحتوائها على أمل تقليل الأضرار الناجمة عن تلك المقاطعة الدبلوماسية التي من المتوقع أن تفاقم متاعب بيروت.
وتمكنت تركيا من فرض نفسها رقما صعبا في معادلة النفوذ في الشرق الأوسط من خلال تدخلها عسكريا في سوريا واحتلال أجزاء واسعة من الشمال السوري، بينما ترغب بشدة في توسيع وجودها من خلال مغازلة تيار واسع من سنّة لبنان.
وسبق أن ذكرت مصادر دبلوماسية أن تركيا ربطت صلات وثيقة مع تيار المستقبل الذي يقوده سعد الحرير والذي سبق له أيضا أن زار أنقرة حين تم تكليفه بتشكيل الحكومة قبل أن يعلن مؤخرا انسحابه من السياسية.
وبحسب وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية، عقد أردوغان وميقاتي اجتماع عمل موسع بمشاركة أعضاء الوفدين الوزاريين التركي واللبناني.
واستهل الرئيس التركي الاجتماع باستحضار مثل “الصديق وقت الضيق وفي اليوم الأسود”، مؤكدا ما قال إنه موقف تركيا الثابت بالوقوف إلى جانب لبنان “ونريد أن نصل إلى كل شرائح المجتمع اللبناني من دون تمييز وفي كل المجالات، لا سيما على صعيد التجارة والصحة والأمن والطاقة ولدينا إمكانات كبيرة نريد أن نستخدمها مع لبنان”.
ولبنان ساحة مفتوحة بفعل الأزمة الراهنة، على تنافس محموم بين قوى إقليمية ودولية، فمن جهة تتحرك إيران من خلال حليفها حزب الله (الشيعي) لتوسيع نفوذها وزيادة التغلغل في واحدة من بوابات الشرق الأوسط، بينما تسعى فرنسا التي ألقت بثقلها لحل الأزمة السياسية دون جدوى، في حين تتلمس تركيا وهي أحد أكبر خصوم باريس، طريقها إلى مكانة أكبر ونفوذ أوسع خاصة من خلال صلات وثيقة مع مكونات الطائفة السنّية ومع متشددين دينيا في نواحي بيروت.
ومن التوقع أن يشكل الدعم التركي للبنان في الظرف الحالي العصيب مفتاح التغلغل في الساحة اللبنانية ومنفذا مهما للشركات التركية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.