من هو “عبد الله قرداش” زعيم “داعش” الذي قُتل شمالي إدلب؟
نورث بالس
استهدف الجيش الأمريكي، ليلة أمس، الأربعاء/ الخميس، بعملية أمنية منزلاً في قرية أطمه على الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي حلب وإدلب، عبر عملية إنزال جوي، تبعها اشتباك استمر لنحو 3 ساعات بين القوات المهاجمة والمجموعة التي كانت تضم زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية” عبد الله قرداش والملقب بـ”أبو إبراهيم الهاشمي”.
ومع مرور ساعات على انتهاء العملية الأمنية؛ رفض مسؤولون أمريكان الإفصاح عن هوية المُستهدف بعمليتها الأمنية التي وقعت بالقرب من الحدودية السورية – التركية في منطقة مكتظة بمخيمات النازحين السوريين.
ونتج عن العملية التي قال عنها الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن هدفها “جعل العالم أكثر أمانًا”، مقتل 13 شخصاً على الأقل بينهم ستة أطفال وأربعة نساء، في عملية إنزال جوي أمريكي في بلدة أطمه شمالي إدلب، بحسب شهود عيان من المنطقة.
وقال أحد سكان المنطقة، والذي يبعد منزله عن المكان المستهدف أقل من 100 متر، إن الاستهداف لم يبدأ حتى قدمت طائرات الهيلوكوبتر، وانتشرت القوات الأمريكية على الأرض، وبدأوا بالنداء على امرأة لتسليم نفسها، ليستمر بعدها إطلاق النار لمدة نصف ساعة.
عبد الله قرداش.. وريث ما تبقى من “الدولة الإسلامية”
بحسب سجلات أمنية نقلتها هيئة الإذاعية البريطانية (BBC) عن ضابط استخبارات عراقي فإن عبد الله قرداش، من مواليد بلدة “المحلبية” التابعة لمحافظة نينوى العراقية عام 1976، لوالدٍ كان مؤذناً في أحد الجوامع، ومتزوج من امرأتين أنجبتا سبعة ذكور، إضافة إلى تسع إناث.
وحتى قبل مقتل زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي السابق “أبو بكر البغدادي”؛ كان “قرداش” يدير أغلب أمور التنظيم وهو المعروف في أوساط التنظيم على أنه “صاحب فكر ودراية كاملة بعناصر التنظيم”، على اعتبار أنه بدأ العمل معهم منذ العام 2003 – 2004.
أحد المُقاتلين السابقين في التنظيم ممن اعتقلتهم القوات العراقية، قال لـ”BBC” إنه التقى عبد الله قرداش ثلاث مرات حين كان على رأس عمله في الجهاز الأمني للتنظيم في الموصل، وإنه كان يشغل منصب “قاضي الدولة”، بمثابة “وزير العدل”، وأنه بالإضافة لذلك كان يشرف على “ديوان الجند” و”الدواوين الأربعة عشر” الأخرى.
“القرادشة”.. لوبي يتحكم بتنظيم “الدولة الإسلامية”
وتعرف المُقاتل السابق على صورة قديمة لـ”قرداش” عُرضت عليه، إذ أكد أنه هو ذاته قاضي التنظيم، لكنه اختلف كثيرًا لاحقاً من حيث الشكل، وبات كثيف اللحية ويلبس عمامة ولباساً عسكرياً، كما يحمل سلاحه معه أينما حلَّ.
وفي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أعلن التنظيم بُعيد مقتل زعيمه “أبو بكر البغدادي” في عملية إنزال جوي بالتشارك مع قوات سوريا الديمقراطية، وبمساندة جوية كثيفة في سوريا. فلجأ التنظيم إلى اختيار “خليفة جديد للمسلمين” هو “الهاشمي القرشي”.
لكن هذا الاسم لم يعنِ شيئاً للكثيرين لدرجة أن بعضهم شكّك حتى في إمكانية أن يكون “شخصية وهمية”، بحسب تحقيق أعدته صحيفة “الغارديان” البريطانية.
وبحسب الصحيفة، فإن مطاردة “قرداش” امتدت إلى تركيا، حيث يعمل شقيقه في حزب سياسي يسمى “الجبهة التركمانية العراقية”، ويُعتقد أن زعيم التنظيم الجديد حافظ على اتصالاته بأخيه حتى تسميته كـ”زعيم”.
ووفق “الغارديان”، يحمل زعيم التنظيم، الذي قُتل خلال العملية الأمريكية الأخيرة، العديد من الأسماء مثل: “المولى الصلبي، أمير محمد سعيد عبد الرحمن، عبد الله قرداش، حجي عبد الله، أبو إبراهيم الهاشمي، أبو إبراهيم القرشي”.
خليفة واشٍ؟
ذكر مركز مكافحة الإرهاب الدولي في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، في تقرير له صدر في سبتمبر/ أيلول 2020، أن زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، “أبو إبراهيم الهاشمي”، أعطى معلومات للمخابرات الأمريكية خلال فترة اعتقاله في 2008 عن عناصر وقادة في تنظيم “داعش” الإرهابي.
وبحسب ما ذكر في تقرير المركز، أعطى “الهاشمي” اسم وأوصاف /88/ من عناصر التنظيم، وفيما لا يقل عن /64/ منها قدم وصفاً أساسياً للقسم التنظيمي الذي يعمل فيه الفرد المذكور، في مختلف الأقسام (العسكري، الأمني، الإعلامي، الإداري).
واعتقل وقتل بعض من الأسماء التي ذكرها الهاشمي، إذ أفرج عنه في 2009، وتدرج ضمن المناصب الإدارية في التنظيم، حتى سمي زعيماً للتنظيم في 31 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، بعد مقتل زعيمه السابق “أبو بكر البغدادي” بغارة أمريكية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.