الإدارة الذاتية: تركيا تتدخل في كل مكان انطلاقًا من ذهنيتها الفاشية وعلى المجتمع الدولي التحرك لردعها
أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، بيانًا، إلى الرأي العام العالمي، بصدد انتهاكات وممارسات تركيا في المنطقة، وأكدت أن “تركيا تمثل اليوم مشروعًا هدفه تدمير المنطقة وهذا المشروع خطره لم يعد يهدد منطقة محددة أمام القرائن العملية والعينية لها، وهي تتحرك وتتدخل في كل مكان انطلاقًا من ذهنيتها الفاشية”.
وجاء في نص البيان:
“لا تتوقف الدولة التركية عن سياساتها المدمرة للمنطقة، حيث تتبع وعلى وجه الخصوص، مع التقاء التيار القوموي التركي الطوراني مع الإسلاموي السياسي الإخواني في بدايات الألفية الجديدة، كل ما يهدد ويأجج الصراع في المنطقة.
تمارس تركيا اليوم خرقًا واضحًا لكل المعايير الأخلاقية والقانونية والسيادية في المنطقة كما الحال في سوريا، كذلك تمارس السياسة ذاتها في العراق، واليوم تعتبر جزءًا كبيرًا من التهديد الذي تشكله في حوض المتوسط وتقفز بين أوروبا وأسيا أيضًا، لتكون طرفًا مهددًا على الدوام كما هو الحال فيما يحدث في اليونان وفي ليبيا ودعمها للإخوان المسلمين في مصر، وكذلك حجم التدخل غير المحدود في القارة الأفريقية، ناهيك عن الدور المدمر والسلبي لتركيا في سوريا منذ بداية الأزمة، في تطويرها لمشاريع الاحتلال والتقسيم الجغرافي والتفسخ المجتمعي، ودورها في تحويل الحراك إلى صراع مذهبي طائفي وعمليات قتل على الهوية من خلال دعمها لجماعات أصولية، والتي باتت تشكل اليوم جدارًا متينًا أمام الحل والتوافق الوطني السوري.
إضافة إلى تأجيجها للصراع في كل من أذربيجان وأرمينيا ووقوفها بشكل مباشر إلى جانب أذربيجان ودعمها بالمرتزقة مما يؤجج الصراع ويوضح أن لها غايات توسعية واحتلالية يمكن وصفها بأنها سياسة فاشية تؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتعقيد الأزمات وتعميقها في ظل التدخل بالشكل المعلن وبحجة أن تركيا وأذربيجان كما يدعي أردوغان شعب واحد في دولتين.
حيث تؤجج معضلات عمرها عقود من الزمن وتستغل عدائها للأرمن في محاولة لحماية مصالحها والتغطية على جرائمها وصرف النظر عن باقي ممارساتها، بمعنى تصدير أزماتها، محاولة التدخل في كل مشكلة بطرق عسكرية وتعمق الصراع وتصدر الحل العسكري في ظل وجود إمكانات الحل بالحوار، وهذا ما يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين ويطور الصراع الدموي في عموم القوقاز.
عدا عن هذه السياسة والسلوك المهدد للاستقرار تقوم أيضًا باستخدام مرتزقة سوريين في أتون حربها وصراعاتها في المنطقة والعالم، ما يؤكد من جديد دورها البعيد كل البعد عن مصلحة سوريا وشعبها، وما يثير التساؤل على الدوام هو بأي معنى وبأي صيغة ترى بعض الأطراف التي تدّعي حرصها على سوريا ومستقبلها، الخير والثقة في تركيا كالائتلاف السوري كما يسمي نفسه، الذي تحول إلى واجهة لشرعنة احتلال تركيا لسوريا.
إننا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الوقت الذي ندين فيه هذه السياسات التركية المهددة لاستقرار وأمن المنطقة، فإن هذه الممارسات تستوجب أن يكون لها روادع فعلية وجادة، وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوربي وكذلك حلف الناتو والجامعة العربية وأيضًا الدول ذات الدور في المنطقة، التدخل لوضع حد لهكذا ممارسات مدمرة للمنطقة ومهددة للاستقرار فيها بهذا الشكل الذي تنتهجه تركيا والتحرك دون أن يكون هناك مواقف تحد من دورها وممارساتها هذه، فإن الدمار والفوضى سيستمران ولن يكون هناك أي استقرار بأي شكل من الأشكال في جميع المناطق التي تطالها يد تركيا.
تركيا تمثل اليوم مشروعًا هدفه تدمير المنطقة وهذا المشروع خطره لا يهدد منطقة محددة أمام القرائن العملية والعينية لها، فهي تتحرك وتتدخل في كل مكان انطلاقًا من ذهنيتها الفاشية، وتحاول دائمًا فرض واقع الحرب، الأمر الذي يستوجب أن يكون هناك تدخل من المجتمع الدولي وبشكل عاجل”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.