NORTH PULSE NETWORK NPN

أوضاع مهجري عفرين في الشهباء تزداد سوءاً في رابع رمضان لهم خارج عفرين

نورث بالس

أشار مهجّرو عفرين، “الصائمون”، في مخيمات النزوح بمناطق الشهباء، في شمال شرق سوريا، أنه في ظل فقدانهم وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة؛ فإنهم يعتبرون “صائمون” منذ اليوم الأول لخروجهم من أرضهم في عفرين قسراً، وأكدوا أن الغزو التركي لقراهم ومناطقهم أفقدهم نكهة رمضان وخيراته وعطاءه عليهم.

يقال ‘‘لا تبحثوا عن الصائمين أو المفطرين في شهر رمضان، إنما ابحثوا عن المحتاجين طيلة الأشهر الأخرى من العام‘‘، عبارةٍ تطبّق قولاً وفعلاً على أهالي عفرين المهجّرين قسراً منذ أكثر من 4 سنوات في مناطق الشهباء، وفي كل عام من شهر رمضان تزداد معاناتهم وتستيقظ ذكرياتهم التي اضطروا لتركها خلفهم في عفرين.

خلال رصد مراسل شبكتنا لأوضاع الأهالي وأجواء رمضان 2022 معهم في مخيمات النزوح، قالت “آسيا رشيد”، من أهالي ناحية “بلبله/ بلبل” والتي تقطن في مخيم “العصر” بعد تهجيرهم قسراً للشهباء، “إن قدوم رابع رمضان عليهم؛ وسط ظروف النزوح الصعبة والقاسية والغلاء الفاحش، وعدم توفر فرص للعمل؛ يزيد من مأساتهم وحسرتهم لأرضهم عفرين وما كانوا ينعمون به على أرضها، من أمان وسلام وأجواء رمضانية هنيّة مفعمة بالخير والعطاء”.

ذكرت “رشيد” إلى أنهم حينما كانوا على أرضهم عفرين ويحل عليهم رمضان، كانوا يصومون بسحورٍ متنوّع الأطباق والأصناف بجميع أنواع الزيتون وخيرات أراضي عفرين، ويفطرون في تجمعٍ عائلي كبير، وسط أشهى وأشهر أنواع المأكولات العفرينية، وتأسفت بالقول “التهجير القسري حرَّمنا من جميع النعم، ومنها نهكة رمضان وخيراته، ووَضْعنا هذا العام من رمضان مأساوي أكثر”.

في حين قالت “جميلة معمو” إنهم في كل عام ومع قدوم فصل الصيف يواجهون الكثير من المصاعب والمعاناة خلال فترة صيامهم على وجه الخصوص، حيث أن الأجواء تحت الخيم حارّة جداً ويفتقدون لأبسط مستلزمات الحياة والصعوبة في تأمين لقمة العيش.

ونوّهت “معمو” إلى “أنهم يصومون في مناطق النزوح؛ رغم أن الأجواء والظروف الصعبة التي فرضها الاحتلال التركي عليهم بهجماته على عفرين”. واعتبرت أن الصيام في هذه الظروف المأساوية التي يمرون بها ليس فرض عين عليهم، إلا أنهم رغم ذلك مصممون على التمسك بصيامهم، وذكرت بالقول “إلا أن الخصوصية التي كنا نعيشها في عفرين ضمن أجواء الصيام ورمضان كانت مختلفة تماماً، وحياتنا في المهجر لا تشبه شيئاً من حياتنا بعفرين”.

وأضافت إلى أنهم يواجهون مصاعب أكبر في ظل غلاء أسعار المواد الغذائية، الخضروات والفاكهة، وغيرها من المستلزمات اليومية والتي تكون ضرورية على “صفرة” كل صائم.

من جانبه قال “أحمد عثمان” أن “شهر رمضان شهر خير وعطاء وبركة ومحبة، ولكن الاحتلال التركي ومرتزقته أفقدوه معناه، من خلال انتهاكاتهم وجرائمهم بحق أهالي عفرين في مناطق النزوح بالشهباء وداخل عفرين أيضاً”، مشيراً أن “المحبة والألفة والخير تعتبر أحد أركان الصيام في شهر رمضان المبارك، إلا أن ما يرتكب بحقنا في ظل استمرار الهجمات والحصار من قبل الاحتلال التركي وفصائله المسلحة، لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار هؤلاء مسلمين، أو أن صيامهم مقبول”.

وجدد نازحو عفرين نداءهم ومطالبهم للجهات المعنية والمنظمات الحقوقية والإنسانية، للنظر في أحوال أهالي عفرين والرأفة بهم وبأوضاعهم، في ظل النزوح القسري، والتخفيف مما يعانونه من حرمان وهم صائمين، ووصف “عثمان” أوضاعهم، قائلاً “لن نبالغ إن قلنا بأن مهجري عفرين في الشهباء صائمين منذ يوم خروجهم من عفرين، لما يعانونه من فقدان وحرمان على كافة الأصعدة والجوانب”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.