نورث بالس
للأسبوع الثاني على التوالي، تواصل تركيا انتهاكها لاتفاق وقف إطلاق النار، وتصعد من الهجمات على مناطق خطوط التماس شمال مدينتي الحسكة والرقة بشمال شرقي سوريا، وسط صمت ضامني الاتفاق.
ووفق ما تم رصده من قبل عدة وسائل إعلامية؛ فقد خرقت القوات التّركية والفصائل المُسلحة الموالية لها، اتفاقية وقف إطلاق النار لأكثر من عشر مرات خلال هذا الأسبوع، رغم وجود الضّامن الرّوسي في المنطقة.
وعقب الاجتياح التركي لمدينتي لسري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وقعت الأخيرة مع الجانبين الروسي والأمريكي اتفاقية لوقف إطلاق النّار.
ومنذ مطلع الأسبوع الحالي، لم تتوانَ المدفعية والطائرات المسيرة التابعة للقوات التركية في استهداف القرى الآهلة بالسكان في بلدتي تل تمر وزركان/ أبو راسين، شمال الحسكة، وعين عيسى، شمال الرقة.
وعلى وقع القصف العنيف على بلدة زركان، دُمّرت عشرات المنازل في الريف ومركز البلدة بالإضافة إلى أضرار في البنى التحتية والمرافق العامة.
كما استهدفت الطائرات المسيرة التركية مرتين خلال هذا أسبوع، مركز قوى الأمن الداخلي (الأسايش) بمركز البلدة، ما تسببت بدمار أجزاء منه وإصابة ثلاثة عناصر بجروح.
كما تسبب القصف التركي بالمدفعية الثقيلة على مزرعة بقرية قبر الخضراوي بريف أبو راسين، بإصابة الطفلة شمسة مصطفى إبراهيم العلي (13 عاماً) وبترت أصابع يدها اليمنى وإصابتها بجروح أخرى في جسدها، بحسب تصريح الطبيب ثامر شيخو الكيكاني، مدير مشفى الشهيد خبات في مدينة الدرباسية.
وعلى صعيد الإنساني، ذكر مصدر محلي في البلدة، بأن السكان بلدة وريف زركان، يفترشون العراء أثناء الليل خوفاً من تجدد القصف، ويعودون إلى منازلهم في ساعات النهار.
إلى ذلك، قصفت المدفعية التركية العديد من القرى الآهلة بالسكان الواقعة على خطوط التماس بريف بلدة تل تمر، أودت بأضرار مادية كبيرة بمنازل المدنيين، وسط حالات نزوح للسكان من القرى.
كما سقطت عدة قذائف مصدرها القوات التركية، بالقرب من القاعدة العسكرية الروسية شمال البلدة، في السابع عشر من إبريل/ نيسان، دون أن تحرك الأخيرة ساكناً إزاء هذه الخروقات.
وذكر المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أن القوات التركية قصفت في ذات اليوم قرية تل شنان شرقي البلدة، أسفر عن فقدان أحد عناصر حرس الخابور الآشوري “علاء الأحمد” لحياته.
وقال ماتاي حنا، الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري السرياني، إن التصعيد التركي الأخير على قرى تل تمر وأبو راسين، “يهدف لإفراغ المنطقة من سكانها وضرب الأمن والاستقرار فيها”.
في حين قالت قوات سوريا الديمقراطية، عبر بيان، إن القوات التركية قصفت قرى معلق وصيدا وجديدة ومخيم عين عيسى ومحيط الطريق الدولي “أم فور” لعشر مرات وسقطت نحو 48 قذيفة مختلفة على المناطق المذكورة، منذ بداية شهر نيسان الجاري.
وفي ظل الهجمات المتزامنة على خطوط التماس، تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة، استمرار حالة الفلتان الأمني وسط حالة استياء من قبل السكان المحليين.
وذكرت مصادر محلية، أن اشتباكات اندلعت بين مسلحين من فصائل المعارضة وأبناء قبيلة العكيدات وسط مدينة سري كانيه، أمس الأربعاء، استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة ضمن الأحياء السكنية.
وبحسب المصادر أن الاشتباكات اندلعت على خلفية اعتقال الفصائل المسلحة لعدد من أبناء عشيرة العكيدات.
ومن جهة أخرى، قال مصدر محلي، إن عبوة ناسفة انفجرت بسيارة تتبع للشرطة العسكرية التابعة للمعارضة بالقرب من قرية طاش باش بريف مدينة تل أبيض، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.