القوات التركيّ تخلي قاعدة عسكرية ثالثة في عفرين
نورث بالس
أخلى القوات التركية، الجمعة 22/4/2022 القاعدة العسكريّة الكائنة في قرية “جيه/ الجبلية” بناحية راجو، بمنطقة عفرين، شمال سوريا، من كافة التجهيزات والآليات العسكريّة والجنود، فيما لم تعرف الجهة التي قصدتها القوات، لتكون ثالث قاعدة عسكريّة في عفرين يتم إخلاؤها.
فقد بدأت القوات التركيّة منتصف مارس/ آذار الماضي بإخلاء قاعدته في قرية “تلف” بناحية جنديرس، وسحب السلاح الثقيل والمعدات العسكريّة منها، ولم يتبقَ فيها سوى بضعة جنود أتراك لا زالوا متمركزين في القرية. وتزامنت العملية مع عملية إخلاء أخرى للقاعدة العسكريّة في قرية “كاخريه/ إيكي آخور” بناحية “موباتا/ معبطلي”، واستكمل انسحابه من القاعدتين لاحقاً.
لا تتوفر معلومات حول نوايا القوات التركيّة، ويبدو أنّها بصدد عملية إعادة انتشار بالمنطقة، إذ لم تَرِدْ معلومات تفيد بانسحاب قواتٍ باتجاه الأراضي التركيّة. وإذ لا تتضح المعلومات حول مجريات الإخلاء وطبيعتها، إلا أنّه يمكن التوقف لدى توقيتها.
بالمجمل الوجود التركيّ في منطقة عفرين مرتبطٌ مباشرةً بالتوافق مع الجانب الروسيّ، وكان انسحاب الشرطة العسكريّة الروسية من قاعدة كفرجنة إيذاناً ببدء العدوان التركيّ على عفرين في 20/1/2018، ولذلك فإنّ أيّ متغيّر في العلاقة بين موسكو وأنقرة، وبخاصة بعد الحرب في أوكرانيا، يحتملُ أنّ تكون له تداعياتٌ على مستقبلِ وجودِ القواتِ التركيّة في سوريا بشكلٍ عام.
ليلة الجمعة الماضي 22 إبريل/ نيسان سادت حالة من الهلع والذعر في مدينة عفرين، وأطفئت الأنوار في القواعد العسكريّة التركيّة، بالتزامن مع غاراتٍ جوية روسيّة وسماع صوت انفجارات ضخمة، وتبين لاحقاً أنّه ما من موقعٍ عسكريّ تم استهدافه في عفرين.
تدرك أنقرة جيداً هشاشة البنية الإداريّة والتنظيميّة لما سمّته “الجيش الوطنيّ” وأنّه تجميعٌ ميليشياويّ لمسلحين يمكن زجّهم في أيّ ميدانٍ مقابل الكسب الماديّ، وقد تم ذلك في ليبيا وأذربيجان، ولذلك لا يمكنها التعويل عليه في بقائها بعفرين، إلا أنّها تستندُ إلى ولائهم وفق اعتبارين: الأول هو القوميّ بالنسبة للتركمان، والثاني هو الدينيّ بالنسبة للإخوان المسلمين، إلا أنّ أنقرة مضطرة في المرحلة الحالية لتخفيف سطوة الإخوان لصالح استعادة علاقاتها السياسيّة مع دول الجوار وتبنّي نهجٍ تصالحيّ معها.
كما أن إعلان وزير الخارجية التركيّ “مولود جاويش أوغلو” إغلاق المجال الجويّ التركيّ أمام الطائرات الروسيّة العسكريّة المتجهة إلى سوريا، انسجاماً مع قرارٍ أوروبيّ سابق بنفسِ السياقِ، سيكون له تداعياته على علاقة التنسيق الروسيّة ــ التركية في سوريا.
تجربة إخلاء القواعد العسكريّة التركيّة جرت في إدلب، فقد اضطرت القوات التركية لإخلاء العديد من القواعد شمالي حماه وجنوبي إدلب، وإعادة الانتشار شمالاً لتكون أقرب لمناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.