قذيفة تركية تودي بكامل أفراد عائلة في عين عيسى إلى المشفى
نورث بالس
تعرضت قرية قرطاج، جنوب بلدة عين عيسى، مساء أول أمس الثلاثاء، للقصف بنيران المدفعية التركية، أصيب على إثرها خمسة مدنيون هم أم وأربعة أطفال أكبرهم سناً بعمر 13 عاماً.
وانتشرت الرعب والخوف بين سكان خيام رعاة الأغنام القريبين من خيمتها، وهرع الجميع لإسعاف العائلة المصابة إلى عين عيسى ومن ثم مشفى الرقة الوطني.
وفي قرطاج تستقر عائلات في خيم وتعمل برعي الأغنام، من بينها عائلة “محمد” التي انتقلت إلى القرية قبل نحو أسبوع فقط من القصف.
ومنذ سيطرتها على منطقة تل أبيض أواخر 2019، تقصف تركيا وفصائل موالية لها بلدة عين عيسى وأريافها ومناطق أخرى شمالي سوريا.
وعلى أسرّة بمشفى الرقة الوطني رقد أفراد أسرة كاملة، أربعة أطفال وأمهم في جناح العمليات الجراحية، لا أحد يعلم مدى ألم الآخر وحجم إصابته، لكن الواضح للجميع أن العائلة كلها تعاني آلاماً بسبب الإصابة.
وحتى الآن لم يخبر الأطباء الأم أن طفلها الأكبر فقد قدرته على المشي وأصيب بشلل نصفي، أرادوا الرأفة بحالها خاصة أنها تتنقل بين أسرّة أطفالها تحاول تفقدهم بين الحين والآخر.
وبينما تحاول الأم تفقد أطفالها، تعود هي لتجلس على سريرها تريد أن تخفف من ألمها أيضاً، بعد أن أصيبت بشظايا القصف التركي في ظهرها وأجزاء من ساقها اليمنى.
تتساءل الأم عن الذنب الذي اقترفته عائلتها لتتعرض لقصف مباشر، لا سيما أنهم يسكنون خياماً لرعاة أغنام يبحثون عن مصدر رزقهم في أطراف بلدة عين عيسى.
ويقول محمد العائد، وهو طبيب جراحة عصبية في مشفى الرقة الوطني، إن الابن الأكبر بات مصاباً بالشلل النصفي بعد أن أصيب بشظية مدفعية اخترقت ظهره من الخلف واستقرت في بطنه.
ويشير الطبيب إلى أن الشظية تم إزالتها بعد تدخل جراحي في المشفى، لكنها أثرت بشكل كبير على العمود الفقري للطفل.
بينما استقر الوضع الصحي لبقية أفراد العائلة وهم ثلاثة أطفال أصغرهم سناً بعمر الخمسة أعوام، وفقاً لما ذكره الطبيب.
وتجلس عرنة حمود (50 عاماً) وهي عمة الأطفال على أرض غرفة العمليات الجراحية تراقب أطفال أخيها وأمهم تحاول مواساة العائلة التي تتألم جميعها.
وتقول “حمود” إن العائلة التي أصيبت بأكملها انتقلت برفقة عائلات أخرى من الغنامة (رعاة الأغنام)، قبل أسبوع فقط إلى المكان الذي استهدف من قبل الجيش التركي.
وتضيف، أن “الذنب الوحيد الذي اقترفته العائلة هو أنها اقتربت قليلاً من سطوة مدفعية الجيش التركي وفصائل المعارضة السورية ليقع جميع أفرادها ضحية لتلك المدفعية”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.