نورث بالس
يحاول أردوغان من خلال التقرب من حكومة دمشق إيجاد طريقة يخرجه من المستنقع الذي ورط فيه بلاده طوال عقد مضى، بما ينسجم مع مصالحه الشخصية في الفوز بانتخابات حزيران 2023، ومن دون الإفصاح للرأي العام بشكل مباشر عن ذلك.
ويرى مراقبون، أن ما يسعى إليه أردوغان هو لقطع الطريق على أحزاب المعارضة التركية التي تركب موجة تطبيع العلاقات مع دمشق فور فوزها بالانتخابات، وينزع منها ورقة إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، والتي تساوم عليها لكسب ود الرافضين لوجودهم داخل تركيا.
ولفت مراقبون، أن إطلاق نظام أردوغان مجدداً نهاية الأسبوع الماضي تهديدات بما يخص نيته السيطرة على أراض سورية جديدة، بمثابة “أداة للتفاوض” ومجرد “بازار سياسي”، يستهدف ابتزاز الوسيط الروسي في المفاوضات الأمنية الدائرة راهناً بين الاستخبارات السورية والروسية في موسكو، ومن أجل رفع سقف مطالب “الضمانات” الأمنية لأنقرة فيها، ولتعزيز تصوراتها المرتقبة للحل السياسي مستقبلاً.
وتوقع المراقبون، أن يشتغل نظام أردوغان على الموازنة والمزاوجة بين مصالح الكرملين والإدارة الأميركية، لإحداث تقارب مع حكوموة دمشق قبيل حلول الانتخابية، بعد أن أعلنت واشنطن رفضها إعادة التطبيع مع دمشق.
وأعربت المراقبون عن قناعتهم بأن تغير خطاب أنقرة حيال دمشق لا يزال إعلامياً وفي سياق الأقوال لا الأفعال، أما كشف المسؤولين الأتراك عن تسريبات هنا وهناك، وبعضها مضى عليه أكثر من 10 أشهر، فكله مدروس ويصب في خدمة سياسات أردوغان الداخلية، بما في ذلك المظاهرات التي خرجت في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا إثر تصريحات وزير خارجيته مولود جاووش أوغلو عن ضرورة المصالحة بين دشمق و«المعارضة».
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.