NORTH PULSE NETWORK NPN

مصادر لـ “نورث بالس”: الاستخبارات التركية طالبت “سلطان مراد” بتصفية الفصائل الرافضة لتقاربها مع دمشق

نورث بالس

قالت مصادر موثوقة لـ “نورث بالس”، أن اجتماعاً عقد في الأسبوع الفائت جمع الاستخبارات التركية مع قادة فصيل السلطان مراد سيف أبو بكر وفهيم عيسى، الموالي لها وأمرته بتصفية كل قائد فصيل تابع لتركيا يرفض الانصياع للتعليمات التركية.

وتأسست هذه “الفرقة” التي تحمل اسم سلطان “عثماني”، في أواخر مارس من عام 2013 بدعم تركي كتحالفٍ يضم 13 جماعة تركمانيّة مسلّحة، وتحظى إلى الآن بدعم لوجستي وعسكري تركي.

وقبيل إدراج واشنطن لأنقرة على قائمة الدول التي تجنّد الأطفال لتورّطها في ذلك مع فرقة “السلطان مراد”، بنحو شهرين، كشفت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” معلومات مفصلة حول قيام الفرقة بتجنيد أطفال قاصرين لم يبلغوا السنّ القانونية بعد.

واستندت المنظمة الحقوقية في معلوماتها إلى شهادات عناصر ضمن الفرقة نفسها، مؤكدة وجود 21 طفلاً دون سنّ الـ 18 في معسكراتٍ للتدريب في أواخر شهر مايو الماضي.

وتُعد هذه “الفرقة” بمثابة ذراع تركيا المسلّحة في مناطق سيطرتها بشمال غربي سوريا وشرقها، وتتهم “الفرقة” بارتكاب جرائم حرب ضد الكرد في مناطق تواجدها، بحسب تقارير لمنظماتٍ دولية وأخرى محلية، مثل “لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا” و”المرصد السوري لحقوق الإنسان”، إضافة لتورّطها في تجنيد مسلّحين لصالح تركيا في ليبيا وأذربيجان.

وتأتي تلك الأوامر بالتزامن مع شعارات الود التي ترسلها أنقرة إلى دمشق من أجل تطبيع العلاقات فيما بينهما، وتستخدم تركيا فرقة “السلطان مراد” للضغط على كافة الفصائل للانصياع لأوامرها.

وشهدت المناطق الخاضعة للسيطرة التركية وبعد أنباء عن نية أنقرة عقد اتفاقات مع حكومة دمشق ودعوة الفصائل الموالية لها بضرورة التقارب مع حكومة دمشق، تظاهرات واعتصامات رافضة لهذا التقارب بأي شكل من الأشكال، وكان من بين الرافضين بعض الفصائل أيضاً.

ولسد الطريق أمام هذه الفصائل الرافضة وعدم حدوث أي خلال في الاتفاقات التي ستوقعها تركيا مع حكومة دمشق، استندت الاستخبارات التركية مهما ضرب كافة الفصائل الرافضة لفرقة “سلطان مراد” وتفكيك أي فصيل يخرج ضد القرارات التركية وما تسعى إلى تنفيذه من مخططات في الأراضي السورية.

وتستخدم تركيا السوريين منذ بداية الأزمة كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي وكافة الأطراف المشاركة في الأزمة، لتنفيذ مخططاتها الرامية في السيطرة على المزيد من الأراضي السورية.

ولم تخفي تركيا نيتها في ذلك، فهي في كل اجتماع أو مؤتمر ما تنفك وتذكر الميثاق الملي، وبأن الأراضي الممتدة من حلب إلى مدينتي موصل وكركوك العراقية بإنها أراضي تركيا ويجب إعادة إحياء العثمانية الجديدة.

وقال مصدر وصفته “رويترز” بـ”مصدر إقليمي مؤيد لدمشق”، في وقت سابق من شهر أيلول المنصرم، إن رئيس جهاز المخابرات التركي هاكان فيدان، ورئيس مخابرات حكومة دمشق علي مملوك، التقيا هذا الأسبوع في العاصمة السورية.

وقال مسؤولون أتراك و”المصدر الإقليمي” إن هذه الاتصالات “تعكس تحولاً في السياسة الروسية، في وقت تعد فيه موسكو نفسها لصراع طويل الأمد في أوكرانيا، بينما تسعى لتأمين موقعها في سورية”، حيث تدعم قواتها “بشار الأسد” منذ عام 2015.

وقالت المصادر، أن تركيا حث في الاجتماع قادة “سلطان مراد” بضرورة عدم حدوث أي خروقات أو اقتتال بين الفصائل الموالية لها والقوات الحكومية، حيث إنها تعمل لأن تكون هي البديلة للقوات الإيرانية والميليشيات الموالية لها في المنطقة بعد الفراغ الذي ستخلفه عمليات الانسحاب الروسية.

وأشارت المصادر لـ “نورث بالس”، أن الاستخبارات التركية طلبت من “سلطان مراد” إعادة انتشار قواتها في المنطقة الممتددة من جرابلس إلى إدلب ولكن في الخط الثاني أو الثالث والدفع بعناصر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في الخطوط الأمامية، لكي تحتفظ تركيا بالعلاقات التي إعادتها مع دمشق.

ولفت مراقبون، أن تركيا تسعى لإعادة دمج الفصائل الموالية لها، الذين يشكلون “الفيالق” الثلاثة لما يسمى بـ “الجيش الوطني” في المناطق التي يسيطر عليها، عبر تشكيل مجلس عسكري موحد وإدارة اقتصادية واحدة لإدارة مواردها الاقتصادية، والتي تشكل المعابر مع حكومة دمشق ولفتح بوابة اقتصادية معها.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.