NORTH PULSE NETWORK NPN

أي مخطط ترسمه تركيا في شمال سوريا

نورث بالس

البداية من الشأن السوري، وفي هذا السياق، قالت صحيفة العرب: “تشهد مناطق سيطرة القوات التركية في شمال سوريا تغيراً في خارطة النفوذ مع دخول هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) إليها إثر اقتتال داخلي بين فصائل محلية موالية لأنقرة، فيما يؤكد محللون أن هيئة تحرير الشام ما كان لها أن تدخل إلى المنطقة لولا موافقة الأتراك، ما يطرح تساؤلات بشأن النوايا التركية”.

ويقول مراقبون إن “ما يجري من تغيير في خارطة السيطرة في الشمال السوري، إنما يتم تحت أنظار القوات التركية الموجودة في المنطقة، والتي تحركت الثلاثاء وأرسلت آليات عسكرية للمنطقة في مسعى لمساندة حلفائها”.

ويرى هؤلاء أن “الإرسال المتأخر للآليات العسكرية التركية للمنطقة التي تشهد اشتباكات منذ عشرة أيام، يندرج ضمن رفع العتب أكثر من التصدي لتقدم جبهة تحرير الشام في المنطقة”.

وبحسب الصحيفة “خلال الأيام الماضية، لم يحصل أي تدخل أو ضغط من تركيا لوقف القتال ولمنع هيئة (تحرير الشام) من السيطرة على مناطق (الجيش الوطني السوري)، على الرغم من أن الأخير مدعوم من قبلها”.

ويرى المحلل السياسي صدام الجاسر أن “تركيا من مصلحتها أن تكون هناك جهة واحدة وفاعلة تسيطر على المنطقة، خاصة إذا كانت هذه الجهة تمتلك انضباطية ومركزية بالعمل والخلل الموجود فيها وفي بنيتها أقل من غيرها، وهذا ما يمكّنها من السيطرة عليها أكثر من العديد من الفصائل، والتي في الأصل معظمها يعادي الآخر، وهذا ما وجدته تركيا في هيئة تحرير الشام”.

ويضيف الجاسر أن “هيئة تحرير الشام قادرة على تلبية المصالح التركية في الشمال السوري خلال المرحلة القادمة، بشكل أكبر من الفصائل المتناحرة”، لافتاً إلى أن صمت “الحكومة المؤقتة” و”الائتلاف المعارض” حول ما يجري، “يشي برغبة تركية واضحة في ما يحصل”.

وقالت الصحيفة “لا تزال الأمور غير واضحة تماماً حول الاقتتال في الشمال، فالقتال لم يُحسم بعد وربما تحتاج الأوضاع إلى عدة أيام أخرى لتتضح أكثر، لكن من جانب آخر هناك رغبة تركية في أن تسيطر هيئة تحرير الشام على هذه المنطقة، فالمخططات التركية بحاجة إلى ذراع قوية أمنياً وعسكرياً لتنفيذها، وهو ما يتوفر في الهيئة”.

وربطت الصحيفة ذلك، بالمفاوضات المزمعة بين حكومة دمشق والاحتلال التركي، وقالت: “تسارعت مؤخراً رسائل التقارب بين تركيا ونظام الرئيس بشار الأسد في دمشق، بعد أن عبّرت أنقرة عن استعدادها للانفتاح على حكومة دمشق والدخول معها في حوار”.

وأضافت في هذا السياق “يرى محللون أن سيطرة هيئة تحرير الشام على المنطقة يسهّل أي عملية مفاوضات مستقبلية مع حكومة دمشق، لأن التفاوض في هذه الحالة سيكون مع كتلة متجانسة ترضخ للمتغيرات الدولية واقعياً، رغم معارضتها لها في العلن، كما حدث في تفاهمات أستانا وسوتشي سابقاً”.

ويشير هؤلاء إلى أن “أهم تبعات هذا الاقتتال هو إضعاف الفيلق الثالث حالياً، ونقل المنطقة لسيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل الحمزة وفرقة سليمان شاه، وهذا ما يسهّل أي مساومة مع حكومة دمشق”.

اعداد :راوان صلاح الدين

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.