نورث بالس
في الشأن السوري، قالت صحيفة الأخبار اللبنانية: “تنطلق، اليوم، فعاليات «لقاء أستانا» بنسخته التاسعة عشرة في العاصمة الكازاخية نور سلطان، على وقْع تصعيد تركي جوّي مقترن بتهديدات بتقدّم برّي مستقبلي ضدّ مناطق «قسد» في شمال سوريا وشرقها، والظاهر أن أنقرة أرادت استباق اللقاء، الذي تشارك فيه وفود رفيعة المستوى من الدول الضامنة الثلاث (روسيا، وإيران، وتركيا)، إلى جانب وفود من الحكومة السورية والمعارضة ودول محيط سوريا (لبنان، العراق، والأردن)، بتعزيز أوراقها الميدانية وإعادة تثبيت خطوطها الحمراء، في ظلّ ما يُتوقّع من أن تفتح هذه النسخة الباب على متغيّرات جديدة، خصوصاً ربطاً بمشروع تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق”.
وأضافت الصحيفة “اللقاء الذي كان يُنظر إليه، قبل العملية العسكرية الجوّية التركية، على أنه سيشكّل مساحة لاختبار النوايا بين أنقرة ودمشق، ووضْع أرضية صلبة لبناء خطوات الثقة بين الطرفَين، يأتي مرّة أخرى مُحمَّلاً بملفَّي إدلب والكرد، وسُبل حلحلتهما، بعد سلسلة لقاءات أمنية سورية – تركية لم ترتقِ بعد إلى مستوى اللقاء السياسي المباشر. ويأتي ذلك على الرغم من الخطوات «التقاربية» الميدانية التي شهدتها سوريا خلال الفترة الماضية”.
وأوضحت “الظاهر أن العملية الجوّية التركية، والتي استهدفت بالتزامن 89 موقعاً شمال العراق وشمال سوريا وشرقها، أرادتها أنقرة استعراضية، وهو ما تُظهره المساحة الجغرافية الكبيرة التي شملتها، وتَركّزها على مناطق حدودية بعيدة، فضلاً عن اختراق الطائرات التركية أجواء تسيطر عليها الولايات المتحدة وروسيا لمسافات محدودة. ويبيّن كلّ ذلك أن تركيا حاولت التزام الخطوط الحمراء الروسية والأميركية، وتلافي أيّ مواجهة مباشرة مع موسكو وواشنطن اللتين كانتا وضعتا «فيتو» طيلة الأشهر الماضية على أيّ تفجير عسكري للمنطقة”.
وتابعت في هذا السياق “وإذ نفى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أيّ تَواصل مع الرئيسَين الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي جو بايدن، قُبيل العملية، فإن البيان السابق عليها، والصادر عن القنصلية الأميركية في أربيل، كشف أن ثمّة تنسيقاً أمنياً وعسكرياً مسبقاً بين أنقرة وواشنطن، فيما أنبأ استخدام مجال جوّي تسيطر عليه روسيا بأن تَواصلاً مماثلاً جرى فعلاً مع موسكو. وعلى خلفية ذلك، اتّهمت وسائل إعلام تركية، الجانب الأميركي، بتسريب معلومات إلى القوى الكردية عن الهجوم”.
وحول التصريحات التركية التصعيدية ضد روسيا، قالت الصحيفة: “تُعيد هذه التصريحات إلى الأذهان الخلاف التركي – الروسي حول الشمال السوري، حيث تقتضي «اتفاقية سوتشي» أن تقوم أنقرة بحلّ ملفّ إدلب وفتْح طريق حلب – اللاذقية (m4) مقابل حلحلة ملفّ مناطق انتشار الكرد. ومع تكثيف طائرات سورية وروسية غاراتها على مواقع عدّة في ريفَي إدلب واللاذقية تسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة)، ومناطق حدودية مع تركيا قرب معبر باب الهوى في إدلب، بدا أن موسكو أرادت، في المقابل، تحريك ملفّ إدلب، والتذكير بالمماطلة التركية المستمرّة فيه، خصوصاً بعد أن أفسحت أنقرة المجال لتمدّد «النصرة» في مناطق جديدة في ريف حلب”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.