الزلزال هو أكبر اختبار لأردوغان
نورث بالس
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية “عندما تسبب زلزال عام 1999 حول إسطنبول في مقتل أكثر من 17000 شخص، فتحت استجابة الحكومة التركية المتعثرة والمخزية الطريق أمام رجب طيب أردوغان، عمدة المدينة الشاب آنذاك، للارتقاء إلى منصب رئيس الوزراء.
الآن، بعد 23 عاماً، يواجه أردوغان، رئيس البلاد الذي خدم لفترة طويلة، كارثة زلزالية هائلة ومميتة أخرى، وذلك قبل أشهر فقط من الانتخابات الوطنية التي يسعى فيها للبقاء في منصبه.
ودمرت الزلازل المتتالية التي وقعت يوم الإثنين، مساحات شاسعة من جنوب تركيا، مما أدى إلى تحويل أجزاء من المدن إلى أنقاض وترك الآلاف تقطعت بهم السبل تحت المنازل المنهارة والمجمعات السكنية ومراكز التسوق.
وقد هزت أكثر من 300 هزة ارتدادية المنطقة وذلك بالتزامن مع العاصفة الثلجية وانخفاض درجات الحرارة.
وينتقد معارضو أردوغان بالفعل رد الحكومة باعتباره بطيئاً للغاية، قائلين إن أردوغان لم يفعل ما يكفي في السنوات الأخيرة لإعداد الدولة المعرضة للزلازل لكارثة بهذا الحجم وبناء مساكن أكثر أماناً وبنية تحتية أكثر مرونة.
وقال أوزغور دميرتاش، الاقتصادي التركي البارز الذي ينتقد الحكومة، في وقت مبكر يوم الثلاثاء “هل تقدمنا على الإطلاق منذ زلزال 1999؟ هل أحرزنا أي تقدم؟”
إن الرهانات بالنسبة لأردوغان كبيرة، ويواجه أصعب إعادة انتخاب منذ سنوات، حتى أن بعض أعضاء قاعدته السياسية المحافظة انقلبوا ضده خلال أزمة العملة والتضخم القياسي الذي يقول الاقتصاديون؛ إنها مشاكل من صنعه هو.
منذ فوزه الرئاسي الأخير عام 2018، فقد حزبه الحاكم، حزب العدالة والتنمية، السيطرة على العاصمتين التجارية والسياسية للبلاد، إسطنبول وأنقرة، في الانتخابات البلدية.
ومع ذلك، قالت مجموعة أوراسيا، وهي شركة استشارية للمخاطر، إن الاستجابة القوية قد ترفع شعبية أردوغان في وقت أزمة وطنية، لكنها حذرت من أنه قد يستخدم أيضاً سلطات الطوارئ؛ لتأجيل الانتخابات الرئاسية.
وأضافت إن “الكارثة ستحد من مساحة المعارضة لانتقاد أردوغان وتجبر منافسيه على دعم جهود الحكومة”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.