تصاعد تحديات الشرق الأوسط للولايات المتحدة بينما تتعرض قواتها لإطلاق نار متجدد
نورث بالس
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية “أثارت تصاعد الهجمات، الذي نسبه المسؤولون الأميركيون إلى الجماعات التي تدعمها إيران، التساؤل عما إذا كانت إدارة بايدن قد تصرفت بقوة كافية لردعهم.
ويوضح الضغط المتجدد من الميليشيات المدعومة من إيران التحديات التي تواجهها واشنطن في الوقت الذي تسعى فيه إلى الانسحاب من الشرق الأوسط بينما ينمو تأثير الخصوم الجيوسياسيين الصين وروسيا في المنطقة.
وجاء التصعيد الحاد غير المعتاد في أعمال العنف عقب اتفاق توسطت فيه الصين قبل أسبوعين بين السعودية وإيران لاستئناف العلاقات ومحادثات منفصلة بوساطة روسية بين السعودية وسوريا لاستعادة العلاقات، مما يضع خصوم الولايات المتحدة في قلب السياسة الإقليمية التي كانت تهيمن عليهن واشنطن من قبل.
وقال المحللون إن الولايات المتحدة لا تزال القوة السياسية والعسكرية البارزة في الشرق الأوسط، لكن تحول التحالفات الجيوسياسية يعقد جهود واشنطن الساعية إلى الخروج من المنطقة وتحويل التركيز نحو منافسات القوى العظمى مع روسيا والصين.
قال رئيس جمعية الاقتصاديين البحرينيين عمر العبيدلي ” لم تخرج الولايات المتحدة من المنطقة، الولايات المتحدة تريد تقليص نفوذها. يود مجتمع السياسة في واشنطن أن يتخيل أن كل فرد في المنطقة سوف يتعايش بسلام بطريقة عضوية، ولكن الحقيقة هي أنه من خلال تقليص نفوذها، فإنه يخلق نافذة أمام الصين وروسيا لزيادة نفوذهما”.
قالت ياسمين فاروق، الزميلة غير المقيمة في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس، “إن أميركا تفقد بالتأكيد قدرتها على توجيه المنطقة”، على الرغم من أنها أشارت إلى أن الولايات المتحدة لا تزال أقوى شريك أمني في الشرق الأوسط.
وأشار قادة الولايات المتحدة إلى التزامهم بحماية القوات الأميركية ودول الشرق الأوسط من التهديدات التي تشكلها إيران ووكلائها، إلا أن الميليشيات المتحالفة مع إيران تشن حرباً بطيئة الاشتعال على القوات الأميركية في العراق وسوريا منذ سنوات.
قال مسؤولون أميركيون إن الضربة الجوية الأميركية الأخيرة كانت رابع مرة ترد فيها إدارة بايدن عسكرياً على الهجمات المدعومة من إيران في سوريا والعراق. وقد أثار ذلك انتقادات الجمهوريين بأن الإدارة لم تكن قوية بما يكفي في مواجهة هجمات الميليشيات المتكررة.
وقال النائب مايكل ماكول الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، في بيان يوم الجمعة: “لم نعد قادرين على ردع إيران”.
قال مسؤولو إدارة بايدن يوم الجمعة إن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بحماية قواتها ومنشآتها وحلفائها، لكنها أيضاً لا تبحث عن حرب مع إيران أو أي دولة أخرى في الشرق الأوسط.
قال أساف أوريون، الباحث البارز في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، إن الولايات المتحدة بحاجة إلى استعراض المزيد من القوة العسكرية في الشرق الأوسط إذا كانت تريد استعادة بعض نفوذها السياسي المفقود.
منذ عام 2021، وفقاً للقيادة المركزية الأميركية، هاجمت القوات المدعومة من إيران أفراداً أميركيين في الشرق الأوسط 78 مرة. ردت الولايات المتحدة بقوة عسكرية ثلاث مرات.
وقالت الباحثة لينا الخطيب، إن “إيران لم تتخلَّ عن طموحاتها لإزاحة الولايات المتحدة عن موطئ قدمها القوي في الشرق الأوسط لمجرد أنها تتعامل الآن بشكل أكثر إيجابية مع شريك أمني لواشنطن في المملكة العربية السعودية”.
وقالت: “حقيقة وقوع هذا الهجوم تظهر أن إيران تجزئ مشاركتها مع كيانات مختلفة في المنطقة. من ناحية أخرى، قد تحاول استعادة العلاقات مع المملكة لكنها في الوقت نفسه قد تحاول مهاجمة القواعد الأميركية في سوريا”.
لقد رأى القادة الإقليميون حدود ما ترغب الولايات المتحدة في القيام به للدفاع عن شركائها في الشرق الأوسط.
بالنسبة للسعودية، يقول مسؤولون خليجيون، جاءت اللحظة الحاسمة في عام 2019، عندما فشل الرئيس دونالد ترامب في تقديم دعم عسكري فوري للمملكة بعد أن استخدمت إيران طائرات بدون طيار وصواريخ كروز لمهاجمة صناعتها النفطية.
بالنسبة للإمارات، يقول المسؤولون، جاءت اللحظة الحاسمة العام الماضي، عندما كانت إدارة بايدن بطيئة في تقديم المساعدة للبلاد عندما شنت القوات المدعومة من إيران في اليمن هجوماً بطائرة بدون طيار على أبو ظبي.
سعت دولتا الخليج إلى ممارسة نفوذ أكثر استقلالية من خلال العمل مع روسيا والصين.
كما تعرضت دول الشرق الأوسط للانزعاج بسبب الجهود الدبلوماسية الأميركية لاحتواء البرنامج النووي الإيراني، ولذلك نظر قادة الخليج إلى التحركات الأميركية وقرروا أن عليهم بذل المزيد من الجهد لرسم مسار مستقل”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.