نورث بالس
لأول مرة في تاريخ أمريكا يحضير الكونغرس لطرح مشروع فرض عقوبات على مسؤولين وشركاء في الناتو، يعاقب من خلاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير دفاعه.
قرار التحضير للعقوبات أتى عقب استهداف موكب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي برفقة جنود أمريكان قرب مطار السليمانية، على اعتبار أن عملية الاستهداف هدد حياة الشركاء في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي والجنود الأمريكان.
وعقب الهجوم أدان القائد العام لقسد بشدة استهداف مطار السليمانية من قبل تركيا، وقال “هذه الانتهاكات مستمرة في العراق وسوريا ولها أبعاد خطيرة ضد المنطقة.”
وأضاف القائد العالم لقسد مظلوم عبدي في تغريدة على تويتر “موقف الاتحاد الوطني القومي المساند لأشقائه في سوريا يزعج تركيا.”
وأكد عبدي بالقول “سنستمر في علاقاتنا المبدئية مع أشقائنا وحلفائنا في السليمانية وإننا في صف واحد ضد هذه الانتهاكات.”
وبحسب المراقبين للشأن السوري والتركي، فأن القصف يأتي ضمن مسعى من قبل أردوغان لتقديم إنجاز قبل العملية الانتخابية التي تصادف الرابع عشر من الشهر القادم.
ولكن القصف التركي تسبب بردود فعل كبيرة داخل مراكز القرار الأمريكي، وأرسل ملف القصف ومحاولة اغتيال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، على الطاولة أمام الرئيس جو بايدن.
وبحسب ما نشر في الإعلام فأن مشروع إصدار حزمة العقوبات على تركيا بسبب استهداف مطار السليمانية الدولي يشمل أردوغان ووزير دفاعه خلوصي آكار.
ويحظر القانون الدولي استهداف مطار مدني حتى في ظل ظروف الحرب والعمليات العسكرية ضد دولة معادية، دون أي مبرر.
ويرى مراقبون أن حزمة العقوبات رسالة أمريكية لتركيا وخاصة رئيسها رجب طيب أردوغان بأنها ستقف مع المعارضة في الانتخابات بسبب كثرة الانتهاكات والجرائم المرتكبة من قبل حكومته في الداخل والخارح التركي.
ونوه المراقبون أن زيارة الوفد الأمريكية لمرشح المعارضة تأكيد على ذلك، وخاصة أنها جرت في وقت تم فيه تحديد وقت الانتخابات والبدء بتقديم المشاريع الانتخابية من قبل المرشحين.
وذهب البعض ليشير إلى أن إصدراها في هذا التوقيت الحساس يؤكد بأن واشنطن أعلنت وقوفها إلى جانب الجبهة المناهضة لموسكو التي تدعم بقوة بقاء أردوغان.
وقال الكاتب الأمريكي، مايكل روبين، في تقرير بموقع “واشنطن اكسمينير (Washington examiner )” أن سبب تجاهل واشنطن للهجوم التركي على مطار السليمانية، لتلافي أي ردة فعل من شأنها أن تصب في صالح أردوغان مع قرب الانتخابات الساعي لجذب أصوات القوميين.
ودعا التقرير أيضاً إلى إيقاف بييع طائرات F-16 لتركيا بشكل دائم، إضافة لإنهاء أي توفير لقطع الغيار، ووقف جميع عمليات تبادل المعلومات الاستخباراتية مع تركيا.
ومن جانبها أدانت بغداد ما وصفتها بـ “الاعتداءات السافرة” لتركيا غداة القصف الذي استهدف مطار السليمانية.
وشدد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في بيان أنه لا يوجد “مبرر قانوني يخول للقوات التركية الاستمرار على نهجها في ترويع المدنيين الآمنين بذريعة وجود قوات مناوئة لها على الأراضي العراقية”.
ودعا أنقرة لتقديم “اعتذار رسمي” وحل “مشكلاتهم الداخلية عن طريق فتح منافذ الحوار مع الأطراف المعنية”.
اعداد : هوكر نجار
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.