NORTH PULSE NETWORK NPN

مستقبل “حرّاس الدين” بعد أفول “القاعدة”

تكبّد تنظيم قاعدة الجهاد في سوريا خلال الفترة الأخيرة خسائر كبيرة. لعل الخسارة الأهم والأكبر هي في نشاط تنظيم “داعش” والذي جاء على حساب “القاعدة”، ثم انشقاق المجموعات التي كانت تعمل لمصلحته في الداخل السوري، حتى باتت هذه المجموعات العدو الأول لفرع التنظيم بالشام.

 

 

الواقع يؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية تستهدف قوة التنظيم، هي تريد أن تنتقل بالتنظيم من مرحلة القوة إلى مرحلة الضعف، وليس لديها خطط قصيرة أو حتى طويلة الأمد تستهدف بنيته والقضاء عليه بصورة كاملة، وهذا أخطر ما في المواجهة التي يمكن وصفها بالمنقوصة، رغم إجراءاتها وأفول التنظيم فعلاً وتراجع عملياته على المدى القريب.

 

لا مستقبل لـ”حرّاس الدين”، لكن ما زال التنظيم يُسيطر على مناطق شاسعة في إدلب، وما زال يمثل قوة حتى ولو كانت محدودة، ألا يغري ذلك واشنطن للعمل من أجل القضاء بصورة كاملة على التنظيم، أم أن استراتيجيتها مبنية على تآكل التنظيم فقط وفق عوامل داخلية وخارجية؟

 

أعتقد أن استغلال الظرف الذي يمر به التنظيم حالياً سوف يُساهم في القضاء عليه بالكامل، وهذا ليس معناه إتاحة فرصة أكبر لهيئة تحرير الشام، ولكنه سوف يُعطي مساحة أكبر لمواجهتها، وبالتالي إعلان سوريا في المستقبل خالية من الإرهاب.

 

تأتي فرصة الإعلان “المحتمل” مع التقارب العربي – السوري والتنسيق في ملفات كثيرة، لا بد أن يكون أهمها وفي مقدمتها القضاء على تنظيمات العنف والتطرف التي باتت سوريا المصدّر الأول والرئيسي لها في المنطقة.

 

الوقت ليس في مصلحة “حرّاس الدين” ولا “هيئة تحرير الشام” ولا حتى “داعش” لو أحسنا التعامل مع هذه التنظيمات، وتم استغلال الانفتاح العربي السوري مؤخراً وعودة دمشق إلى الحضن العربي من جديد؛ فكل المؤشرات تؤكد أن لا مستقبل لهذه التنظيمات في ظل أفول “القاعدة”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.