NORTH PULSE NETWORK NPN
Iraqi Yazidis light candles and paraffin torches outside Lalish temple situated in a valley near Dohuk, 430 km (260 miles) northwest of Baghdad, during a ceremony to celebrate the Yazidi New Year on April 18, 2017. The Yazidis, who number about 1.6 million, commemorate the arrival of the light into the world during the celebration. / AFP PHOTO / SAFIN HAMED

بعد محاصرة قراهم .. مطالبات بحماية الإيزيديين في عفرين

نورث بالس

بعد أن حاصرت الفصائل الموالية لتركيا عدة قرى إيزيدية في عفرين واعتقال العشرات من الإيزيديين، طالبت منظمات حقوقية بحماية الإيزيديين الذين يتعرضون لسياسة ممنهجة كالتي تعرض لها الإيزيديون في شنكال على يد داعش.

وتطرق تقرير لصوت أمريكا إلى الحملة التي شنتها الفصائل الموالية لتركيا الأسبوع المنصرم ضد القرى الإيزيدية في عفرين التي سيطرت عليها تركيا في 2018.

وأشار التقرير إلى محاصرة الفصائل لقريتي باصوفان وبائي، اللتين يقطنها الإيزيديون جنوب عفرين، بعد تفجير استهدف أحد قاداتها. وأكدت أن حملة الاعتقالات شملت 30 إيزيدياً من قرى المنطقة.

وفي هذا السياق قال المحامي الإيزيدي، هشام، النازح من باصوفان الذي فضل عدم الكشف عن اسمه الكامل إن المحتجزين تعرضوا للإساءة اللفظية الجسدية قبل أن يطلق سراح معظمهم باستثناء امرأة كانت في حالة صحية سيئة بسبب سوء المعاملة الجسدية التي تعرضت لها.

وقال هشام “هذه الممارسات تجري بشكل يومي ضد جميع سكان عفرين وبشكل أساسي ضد الأقليات مثل الإيزيديين”.

وتابع: “إنهم لا يتسامحون مع الأقليات التي تعيش في المنطقة”.

ويقول نشطاء حقوقيون إيزيديون إن طائفتهم في عفرين واجهت مصيراً مماثلاً لأبناء الطائفة في شنكال على يد داعش، فكما أجبرت داعش الإيزيديين هناك على الإسلام أو الفرار، جرى  نفس الشيء في عفرين حيث جرت أيضاً مصادرة أراضيهم.

وتابع هشام “كنا خائفين من التهديدات والمخاطر التي تفرضها علينا تلك الفصائل المسلحة، مما جعلني أهرب مع زوجتي  وطفلي إلى حلب”.

ولفت إلى أنهم كان يخشون أن يلقوا نفس مصير الإيزيديين في قضاء شنكال بالعراق، والذين تعرضوا لمذابح على يد داعش في العام 2014.

وكانت قرية باصوفان التي ينتمي إليها هشام تضم حوالي 3500 إيزيدي قبل هجوم الفصائل المسلحة على المنطقة، ولكنها الآن لا تضم سوى 200 معظمهم من كبار السن، بحسب مصادر محلية.

وكانت  25 جماعة حقوقية إيزيدية أصدرت بيانًا عقب هجوم الفصائل الموالية لتركيا على قرية باصوفان، طالبت فيه بالحماية الدولية للإيزيديين في عفرين.

وجاء في البيان أن “مسلحي فيلق الشام اقتحموا القرية بعد أن لم يستجب سكانها الإيزيديون لدعوات اعتناق الإسلام”. وأضاف أن “الفصيل المسلح يشن حملات اعتقالات متكررة تستهدف الإيزيديين بين الحين والآخر لترهيبهم ودفعهم إلى مغادرة قريتهم”.

وفي العامين الماضيين ذكرت مصادر محلية أن عفرين شهدت انخفاضًا كبيرًا في الأقليات بما في ذلك الإيزيديين والمسيحيين، فمن أصل 25 ألف إيزيدي كانوا يعيشون في 22 قرية في عفرين قبل العام 2018 ، لم يبق اليوم سوى 5 آلاف فقط.

وقالت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا في تقرير في أيلول المنصرم إنها وثقت “أنماط منهجية مؤكدة” للنهب والاستيلاء على الممتلكات من قبل ألوية مختلفة من الجيش الوطني السوري (الفصائل المسلحة) في عفرين ورأس العين.

ولفتت إلى أنه في نيسان 2020، جرى نهب العديد من الأضرحة والمقابر الإيزيدية عمداً وتدميرها جزئياً، كما حدث في مناطق مثل قلعة جندو وقيبار وجندريسه وشران.

وأشار التقرير إلى وجود غير مستقر للمجتمع الإيزيدي كأقلية دينية في المناطق التي يسيطر عليها الفصائل (الجيش الوطني السوري )، والتأثير على كل  الجوانب الملموسة وغير الملموسة لتراثهم الثقافي، بما في ذلك الممارسات والطقوس الدينية.

ويقول بعض مراقبي حقوق الإنسان السوريين أن الانتهاكات على مر السنين هي محاولة مقصودة من قبل الجماعات المدعومة من تركيا لإجبار الأقليات على مغادرة المنطقة واستبدالهم بعائلات فرت من أجزاء أخرى من سوريا.

وقال إبراهيم شيكو ، المتحدث باسم منظمة حقوق الإنسان، وهي جماعة توثق الانتهاكات في عفرين “هذه الإجراءات هي سياسة ممنهجة ضد الأقليات في المنطقة”.

وأردف: “ما فعلوه ضد الإيزيديين هو ملاحقة دينية لدفع السكان للخروج وتوطين النازحين من مناطق أخرى”، مشيراً إلى أن أحد السجون في عفرين كان يضم  من 300 إلى 400 معتقل بينهم إيزيديون”.

وختم شيخو: “هذه الهجمات لن تتوقف حتى يفرغوا المنطقة من جميع الإيزيديين”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.