NORTH PULSE NETWORK NPN

ظهور مسيّرات ”أبابيل-3″ الإيرانية في مناورات قوات دمشق

نورث بالس

 

أجرت قوات حكومة دمشق مناورات عسكرية في بادية تدمر وسط سوريا، ظهرت خلالها وللمرة الأولى طائرات مسيّرة إيرانية، كان الحرس الثوري الإيراني قد استخدمها في تصوير حاملة طائرات أميركية في مياه الخليج العربي في العام 2019.

 

مناورات ضخمة

وقالت وزارة الدفاع في حكومة دمشق إن أحد تشكيلاتها المقاتلة في البادية السورية نفّذت “مشروعاً تكتيكياً بالذخيرة الحية يحاكي في طبيعته الظروف القتالية الحقيقية في الصحراء والجبال”، مشيرةً إلى أن المناورات استمرت عدداً من الأيام.

 

وأضافت في بيان، أن المناورات جرت بحضور رئيس هيئة الأركان العامة لقوات حكومة دمشق عبد الكريم محمود ابراهيم وعدد من كبار الضباط.

 

ويظهر من خلال المقطع المصور المرفق بالبيان، أن المناورات كانت ضخمة حيث شاركت فيها الطائرات المقاتلة والقاذفة الروسية وأخرى تابعة لدمشق، إضافة إلى الدبابات والمدافع الميدانية وراجمات الصواريخ وصنوف أخرى من السلاح.

 

ويأتي توقيت المناورات بالتزامن مع ظهور بوادر صدام بين القوات المدعومة من قبل الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في سوريا، وبين الميلشيات الإيرانية والروسية وقوات دمشق في شمال شرق سوريا، شمال شرق دير الزور، أو ما بات يعُرف اصطلاحاً بمناطق شرق الفرات، خاضعة لسيطرة قسد ، وغرب الفرات الخاضع للمليشيات.

 

مسيّرات إيرانية

واللافت، ليس بحجم المناورات وتوقيتها وحسب، وإنما بظهور طائرات مسيّرة تنطلق من مدرج اقلاع وهبوط، وليس من النوع البدائي الذي يستخدم للمراقبة والاستطلاع من قبل قوات دمشق لمواقع الفصائل المعارضة سابقاً، أو ما عُرف بين السوريين بـ”الطنّانة”.

 

ومن خلال مقارنة صور الطائرة المسيّرة التي ظهرت في المناورات ببعض المسيرات التي قيل إنها دخلت سوريا خلال الفترة الماضية، تبين أنها من نوع “أبابيل-3” إيرانية الصنع، وليست روسية.

 

ويؤكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن هذا الطراز من المسيّرات أدخلته إيران إلى سوريا في عام 2022، مع طرازات أخرى، موضحاً أن هذا الطراز سلّمه “الحرس الثوري” بشكل أساسي إلى “حزب الله” اللبناني، كما سلّم بعضاً منه لقوات دمشق.

 

ويوضح عبد الرحمن في حديث لـ”المدن”، أن الحرس الثوري درّب مقاتلي حزب الله، بشكل أساسي، وقوات دمشق وكذلك الميلشيات الموالية على مسيّرة “أبابيل-3″، وذلك في البادية السورية ومطار الجراح شمال شرق حلب، وجنوب سوريا.

 

ويضيف أن ظهور هذا الطراز في المناورات يعني أن الطائرات المسيّرة أصبحت سلاح إيران في المنطقة، وهي رسالة حسب عبد الرحمن إلى الولايات المتحدة قبل إسرائيل، لافتاً إلى وجود عدد كبيرة من مراكز تجميع وتركيب قطع هذه المسيّرات على الأراضي السورية.

 

وأكد عبد الرحمن أن الطائرات الإسرائيلية استهدفت عدداً من المرات هذه المصانع خلال الفترة الماضية، كما قصفت شحنات برية تحوي على قطع المسيرات قادمة من إيران.

 

مواجهة حلفاء واشنطن

وذاع صيت “أبابيل-3” في عام 2019، بعدما نشرت القوة البحرية في الحرس الثوري مقطعاً مصوراً يظهر انطلاق الطائرة لتصوير حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس رونالد ريغن” في مياه الخليج العربي.

 

ويؤكد المحلل العسكري العميد عبد الله الأسعد أن إيران تمتلك مصانع لتجميع المسيّرات في مطار الضبعة والشعيرات وسط سوريا وكذلك في مواقع في جنوب سوريا، قبل أن يتم إرسال بعض منها عبر البحر إلى روسيا، وتدريب ميليشيا “فاطميون” حصراً على بعض آخر.

 

ويعتبر أن ظهور المسيّرات في هذه التوقيت مع قوات دمشق، يعني أن طهران وحكومة دمشق وروسيا أصبحوا حلفاء أقوى من ذي قبل في مواجهة أي هجوم برّي من القوات والفصائل المدعومة من قبل الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا، وذلك في ظل التحشيد العسكري هناك من الطرفين.

 

المصدر: جريدة المدن

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.