قوات دمشق تصاعد غاراتها لشن عملية عسكرية للسيطرة على إدلب
نورث بالس
تصاعد نسق الغارات القوات الحكومية والطائرات الروسية بشكل واضح في الأيام الأخيرة في إدلب وريفها، ما يؤشر على أن هناك نية لاستغلال الانشغال الدائر بالحرب في غزة لشن عملية عسكرية في المنطقة.
وقد تتدحرج العملية العسكرية لتشمل عملية برية تسيطر خلالها القوات الحكومية على ريف إدلب الجنوبي انطلاقاً من جبل الزاوية، مروراً بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي فريف إدلب الغربي، وصولاً إلى ريف اللاذقية الشمالي، وعلى طول مسار طريق حلب – اللاذقية الذي يهيمن على مقاطعه مرتزقة “هيئة تحرير الشام والحزب التركستاني وأنصار التوحيد”.
وحمل تقرير صحيفة “العرب” العنوان التالي ” الجيش السوري يصعّد في إدلب وعينه على الطريق الدولي “أم 4″، ونص التقرير كالآتي:
“السيطرة على “أم 4″ أولوية قصوى
دمشق – صعّد الجيش السوري بدعم روسي عمليات القصف في منطقة “خفض التصعيد” في محافظة إدلب وأريافها، وسط ترجيحات بإمكانية أن تعقب التصعيد الجوي عملية برية تستهدف خصوصا السيطرة على الطريق الدولي “أم 4”.
وتتعرض المنطقة لغارات سورية وروسية مكثفة منذ الهجوم الذي استهدف في الخامس من أكتوبر الجاري الكلية الحربية في حمص وسط البلاد، والذي أدى إلى وقوع المئات من القتلى والجرحى.
ويقول شهود عيان إن نسق الغارات تصاعد بشكل واضح في الأيام الأخيرة، ما يؤشر على أن هناك نية لاستغلال الانشغال الدائر بالحرب في غزة لشن عملية عسكرية في المنطقة.
وتخضع إدلب وأريافها لاتفاق لخفض التصعيد جرى التوصل إليه بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في موسكو في مارس 2020. وكان من ضمن بنود الاتفاق وضع الطريق الدولي حلب – اللاذقية المعروف بـ”أم 4″ في الخدمة وطرد الجماعات المسلحة من على ضفتيه بعمق 6 كلم، وهو ما لم يتحقق.
العملية العسكرية التي أطلقها الجيش السوري بمؤازرة سلاح الجو الروسي قد تتدحرج لتشمل عملية برية يسيطر خلالها الجيش على ريف إدلب الجنوبي
ويشكل الطريق “أم 4” شريانا اقتصاديا حيويا وهو ما يجعل النظام السوري وحليفته روسيا يضعان هدف السيطرة عليه أولوية قصوى، بعد أن تراجعت تركيا عن التعهدات التي قطعتها في “اتفاق موسكو”.
ونقلت صحيفة “الوطن” القريبة من الحكومة السورية عما وصفتها بمصادر مراقبة أن الخرق الكبير الذي أحدثه “إرهابيو خفض التصعيد” من التنظيمات الموالية لفرع القاعدة في سوريا، باستهداف الكلية الحربية في حمص، لن يمر من دون تطهير المناطق التي تنطلق منها الطائرات المسيّرة جنوب “أم 4” في مقطعه الذي يصل بلدة ترنبة غرب سراقب في ريف إدلب الشرقي بتل الحور شمال شرق اللاذقية، وهو المحور الذي كان يفترض طرد المسلحين منه منذ توقيع “اتفاق موسكو”.
وقالت المصادر إن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش السوري بمؤازرة سلاح الجو الروسي قد تتدحرج لتشمل عملية برية يسيطر خلالها الجيش على ريف إدلب الجنوبي انطلاقاً من جبل الزاوية، مروراً بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي فريف إدلب الغربي، وصولاً إلى ريف اللاذقية الشمالي، وعلى طول مسار طريق حلب – اللاذقية الذي يهيمن على مقاطعه مقاتلو هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) والحزب التركستاني وأنصار التوحيد.
وأوضحت المصادر أن الأسباب الموجبة لبدء الجيش بعملية عسكرية برية باتجاه “أم 4” أصبحت ملحة في ظل الحاجة إلى درء المخاطر التي يهدد بها المسلحون حياة المدنيين واستمرار اعتداءاتهم على نقاط الجيش السوري وبتشجيع من المشغل والضامن التركي لوقف إطلاق النار، بالإضافة إلى أهمية عودة الطريق الدولي إلى الدولة السورية كرمز سيادي في الوضع الاقتصادي الراهن.
إدلب وأريافها تخضع لاتفاق لخفض التصعيد جرى التوصل إليه بين الرئيسين الروسي والتركي في موسكو في مارس 2020
وبشأن توقيت بدء الهجوم البري للجيش السوري، أكدت المصادر أن ذلك يعود إلى القيادة السورية السياسية والعسكرية، ورجحت مساندة موسكو وقواتها الجوية للعملية التي ستطبق “اتفاق موسكو” بالقوة، ما دامت إدارة أردوغان تتهرب من تنفيذ اتفاقاتها الثنائية مع الكرملين، وستعيد رسم خريطة “خفض التصعيد” والمنطقة عموماً.
وينطلق الطريق الدولي “أم 4” من مدينة اللاذقية، كبرى مدن الساحل السوري، ليمر بريف اللاذقية الشمالي الشرقي وصولاً إلى مدينة جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، ثم يخترق قرية فريكة قاطعا ريف إدلب الجنوبي حيث يمر عبر مدينة أريحا.
ويلتقي “أم 4” مع الطريق الدولي “أم 5” القادم من حماة في مدينة سراقب الواقعة في ريف إدلب الشرقي، ليشكلا طريقا واحدا باتجاه مدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري.
ويتفرع الطريق إلى اثنين في ريف حلب الشرقي، حيث يتجه الأول من بلدة دير حافر إلى بلدة مسكنة في أقصى ريف حلب الشرقي، ومن ثم يدخل الحدود الإدارية لمحافظة الرقة في بلدة دبسي فرج، ومن ثم إلى مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي، ليتفرع في جنوب الرقة إلى طريقين، الأول يتجه إلى الرقة والثاني إلى دير الزور في أقصى الشرق السوري.”
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.