“لن تجد غصناً أخضر في عفرين” كلمات عبر فيها محمد بكور، (56 عاماً) وهو مزارع يعمل في أطراف بلدة بلبل بريف عفرين، تعكس مخاوفه جراء الجفاف الذي تعانيه المنطقة بسبب السحب التركي المستمر لمياه المنطقة.
وقال: “كانت بحيرة ميدانكي شريان الحياة لأهالي المنطقة، لكن تركيا ومرتزقتها وجدوا أن أهالي الريحانية هم أحق منا بها، فنحن بنظرهم لا نستحق الحياة”.
عادةً يقوم “بكور”، بزراعة أرضه 3 مرات في الموسم الواحد لوفرة المياه من بحيرة ميدانكي، لكن مع قلة الأمطار وسحب معظم مياه البحيرة نحو سد الريحانية التركي، “باتت حصتنا المائية شهرياً لا تتجاوز ال3 ريات وهو ما يضعنا في موقف محرج أمام نوعية المحاصيل والمساحة المراد زراعتها مما قلص المساحات الخضراء وقلل نوعية الإنتاج”.
ويرى المزارع أن “الحقد التركي ضد عفرين لن يترك عرقا أخضر فيها، فرغم الوعود المستمرة من قبل المجلس المحلي في بلبل بتعويض النقص في المياه إلا أن هذه الوعود تدخل عامها الثاني دون حل, وأتوقع أن بيع الأرض والرحيل بات الحل الامثل”.
ومنذ أواخر العام 2020 بدأت تركيا سحب مياه بحيرة ميدانكي التي تغذي 30 ألف هكتار من أراضي عفرين الزراعية، نحو سد الريحانية في الأراضي التركية بهدف ري 60 ألف هكتار من أراضيهم الزراعية الأمر الذي حرم عفرين من أبرز مصادر الري فيها.
ويقول إبراهيم المدور، وهو مزارع في قرية السنكري الواقعة شرق عفرين، “لم يكف السلطات التركية والمجالس المحلية التابعة لها في عفرين حرمان المنطقة من مصادر المياه الرئيسية، بل زادت الأمر صعوبة عبر تقييد قدرة المزارعين على حفر الآبار للحصول على المياه لري أراضيهم، وذلك عبر فرض الرسوم وشروط الموافقة على الحفر والتي تعتبر عائقاً كبيراً أمام غالبية مزارعي المنطقة”.
ويضيف: “حتى المنظمات المعنية بدعم القطاع الزراعي يتم جرها لتسخير أموالها لخدمة الأراضي الزراعية المحتلة من قبل الفصائل بعد أن هجروا أهلها، وليس ببعيد مشروع التنقيط المائي الذي قدمته إحدى المنظمات المحلية قبل عام والذي تم تسخير 80% منه لخدمة أراضي فصيلي الحمزات والعمشات في عفرين”.
ويشكل نهر عفرين وبحيرة ميدانكي مصادر مائية أساسية للمنطقة وهي الشريان الأبرز لدعم قطاع الزراعة لاسيما في مواسم الأعوام الماضي التي شهدت قلة في الأمطار.
المصدر: نورث برس
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.