نورث بالس
مرّ أكثر من عام ونصف على إعادة قوات الحكومة السورية سيطرتها على مدينة خان شيخون بريف إدلب، ومع ذلك هناك تأخر كبير من قبل الحكومة لتقديم ولو الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين الراغبين بالعودة الى منازلهم، فيما الغالبية العظمى من أهالي المدينة لازالوا مهجرين.
استعادة قوات الحكومة السورية بتاريخ 25 أغسطس عام 2019 السيطرة على مدينة خان شيخون التي تقع على الطريق الدولي بين حلب ودمشق ويعد موقعها استراتيجي بالنسبة لريف إدلب الغربي الجنوبي.
ومنذ إعادة السيطرة لم توفر الحكومة السورية أي مقومات الحياة للمدينة الشبه مدمرة، حيث لاتزال ركام الأبنية المدمرة على حالها، ولم تعمل الحكومة على إزالة الأنقاض أو فتح الطرقات، وسط تجاهل واضح من الحكومة للواقع الخدمي فيها.
يذكر أنه كان يبلغ عدد سكان المدينة 90 ألف نسمة، لم يعد منهم بعد إعادة الحكومة السيطرة عليها سوى 500 عائلة.
وبحسب ما أكدته مصادر محلية لـ “نورث بالس” بان عدد تلك العوائل باتت في تناقص نتيجة عدم توفر مقومات الحياة في المدينة المنكوبة.
وبهذا الخصوص يقول المواطن عبد الرزاق سلامة أحد سكان المدينة: “الحياة هنا شبه مستحيلة كون الهم الأكبر هو كيفية تأمين مياه الشرب، والسعي وراء تأمين الخبز بشكل يومي بات العمل اليومي الشاق جداً، وإن الأراضي الزراعية هنا باتت حقول للألغام وتحتاج إلى مسح وإزالة حتى نستطيع العودة إلى العمل فيها، علماً أن هذه الأراضي كانت مصدر الرزق الرئيسي لغالبية سكان المنطقة وحرموا منها نتيجة كثرة الألغام، وغالبية منازل ومحلات المدينة تحتاج إلى إزالة الركام منها وإعادة ترميم ما يمكن ترميمه”.
في نفس السياق أكد المواطن محمود العبو47 عاماً أنه لا توجد أي نقطة طيبة في المنطقة ولا صيدلية “ونحن ننتظر دخول الجمعيات الخيرية وغير ذلك، كما أنه لا كهرباء ولا طاقة بديلة، وكافة المؤسسات الخدمية متوقفة عن العمل في المدينة”.
هذا وكان قد صرح محافظ إدلب محمد نتوف لوسائل إعلام حكومية أنه “سيؤمن متطلبات الحياة الكريمة مثل ما كانت عليها قبل 2011 لكافة الأخوة المواطنين في ريف ادلب المحرر ولكنها تحتاج لوقت”.
ورغم أنه كان قد وعد بإعادة خدمات الكهرباء، والمياه إلى كل البيوت الموجودة في خان شيخون خلال فترة قصيرة، وفتح المؤسسات الاستهلاكية، وتأمين الخبز عبر موزعين متنقلين، وتأمين المحروقات ومحولة كهرباء، إلا أنه لم يتحقق أي منها حتى الآن.
إعداد: علي الآغا
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.