بفضل الغرفة الإسعافية الاستثنائية لغسيل الكلى رولا تعود إلى الحياة مجدداً
نورث بالس
في الغرفة الإسعافية الاستثنائية المجهزة بجهاز واحد لغسيل الكلى، عادت الحياة لجسد رولا مرة أخرى بعد تأخر جلستها الأسبوعية، بسبب قصف جيش الاحتلال التركي.
أنهك التعب والإرهاق جسد رولا طيلة أيام القصف وانتفخ نتيجة انحباس السوائل وتراكم السموم، وساءت حالتها كثيراً لأنها لم تستطع استكمال جلساتها العلاجية بعد خروج مركز غسيل الكلى عن الخدمة.
وخرج مركز غسيل الكلى الذي افتتح عام 2021 في حي علايا بمدينة قامشلو، عن الخدمة، جراء الهجمات التركية على المدينة في 25 كانون الأول، وكان مجهزاً بـ 6 أجهزة لغسيل الكلى، وطاقم طبي مؤلف من 24 كادر، ويقدم الخدمات لـ 70 مريضاً بشكل دوري مجاناً.
وبعد خروج المركز عن الخدمة، توفي أحد مرضى غسيل الكلى في 27 كانون الأول، ويدعى عبد الرحمن خضر، حيث كان يخضع على مدار عامين لثلاث جلسات غسيل الكلى في المركز. وبقية المرضى في حالة يرثى لها.
ومن بين الـ 70 مريضاً، ووفاة واحد منهم، هناك 10 مرضى بحاجة ماسة لثلاث جلسات بشكل أسبوعي، ولمنع حدوث كارثة إنسانية، افتتحت إدارة مركز غسيل الكلى وبشكل إسعافي غرفة مجهزة بسرير واحد لتقديم الخدمات لمرضى الكلى.
“هذا الجهاز هو السبيل الوحيد لبقائنا على قيد الحياة”
رولا هارون مريضة، تتلقى العلاج منذ سنة في مركز غسيل الكلى، وتحتاج لثلاث جلسات كل أسبوع ومدة كل جلسة قرابة 4 ساعات، تقول: “إن لم نخضع للجلسات فإن السوائل ستجتمع في أجسادنا، ونتعرض لنوبات الجلطة”.
ونوّهت: “تعرضنا لقصف وحشي، ونحن أكثر المتضررين من بين المراكز التي تضررت، الموجودون في المركز مدنيون مرضى”. وأشارت رولا إلى جهاز غسيل الكلى: “هذا الجهاز هو السبيل الوحيد لبقائنا على قيد الحياة”.
وأكدت رولا: “هناك من لم يكمل جلساته العلاجية، ولم يغسل سوى ساعة ونصف الساعة فقط، وهذه المدة غير كافية، أغلب المرضى تعرضوا لأزمات صحية طيلة الأيام التي لم يتلقوا فيها العلاج جيداً بسبب القصف”.
وبحزن قالت رولا: “إن لم يخضع مريض الكلى لجلساته العلاجية سيكون معرضاً لأزمة قلبية، لقد تعبتُ كثيراً عندما تأخرت جلساتي العلاجية، كان وضعي النفسي أكثر صعوبة من الوضع الصحي، وتراودني الأسئلة، أين سأجري جلساتي؟ هل سأذهب إلى ديرك؟ أم إلى الحسكة؟”.
وقد يتعرض المريض لأزمة قلبية، أو عدم القدرة على التنفس نتيجة امتلاء الرئتين بالمياه. لذلك يحتاج إلى جلسات غسيل الكلى بشكل دوري.
ووجّهت رولا هارون رسالتها إلى العالم: “يجب أن تكون هناك إدانة دولية وواضحة للقصف الوحشي بعد الأضرار التي لحقت بالمركز الذي كنا نتلقى فيه العلاج”.
وأكد الإداري في مركز غسيل الكلى رافع عباس، أن صحة المرضى الـ 70 قد تدهور نتيجة عدم تلقيهم العلاج، وقال: “افتتحنا هذه الغرفة كحالة إسعافية استثنائية”.
وأشار رافع عباس: “هذه المريضة لديها 3 جلسات خلال الأسبوع، كل جلسة مدتها قرابة 4 ساعات”.
وبسبب القصف التركي وخروج مركز الكلى عن الخدمة انخفضت مدة جلساتها الأسبوعية من 4 ساعات إلى ساعتين فقط، ومن ثلاث جلسات إلى جلسة واحدة في الأسبوع فقط.
وأكد عباس أن 3 جلسات لا تكفي لمريض غسيل الكلى، وأوضح: “بعد استهداف المركز ساء وضع المرضى كثيراً”، وأشار إلى أن: “القصف التركي ألحق أضراراً جسيمة بالمركز”.
وأوضح عباس: “إذا توقف المركز عن الخدمة فإن المرضى سيكونون معرضين للموت”.
ودعا الإداري في مركز غسيل الكلى رافع عباس منظمة الصحة العالمية للقيام بواجبها وتقديم الدعم من أجل إعادة مركز الكلى للخدمة مجدداً.
المصدر: وكالة هاوار للأنباء
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.