قال موقع “الحل نت” أن الأوضاع في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي وما يعرف بـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، تكاد أن تتجاوز مشهدها الإنساني والحقوقي الصعب، بفعل الممارسات العدوانية بحق الأكراد، وتهجيرهم من منازلهم، وتوطين آخرين بعضهم نازح من مناطق مختلفة، والبعض الآخر من الوافدين الجدد، برعاية القوات التركية، كالتركمان.
وأشار الموقع أن “هذه الانزيحات السكانية مع سرقة الموارد، ونهب الممتلكات، تشكل ضغوطات عملية لتحقيق سياسة التغيير الديمغرافي كما تطمح لها أنقرة برؤيتها الراديكالية، وسياسة “العثمانية الجديدة” التي تتبنى مقاربة عنيفة بحق المكون الكردي، وحقوقه التاريخية والاجتماعية والثقافية والسياسية”.
ونوه أنه “لم تكن مصادفة أن تبدأ حملات أردوغان الأمنية والعسكرية في شمال سوريا، وشن “حروب إبادة”، مع موسم حصاد الزيتون. إذ كانت ترافق الانتهاكات العديدة بحق البشر سرقة أشجار الزيتون في مناطق كردية عديدة، مثل عفرين.”
لذا، فإن اشتهاء الرئيس التركي القتل والتدمير على أساس هوياتي، بما يجعله يواصل عملياته الأمنية بقوة السلاح والميلشيا، تبدو ضرورة استراتيجية وتمضي في حالاتها القصوى. وقد نفذ الرئيس التركي ثلاث عمليات عسكرية برية في شمال سوريا: “درع الفرات” و”غصن الزيتون” و”نبع السلام”.
وشدد الموقع أن حجج الرئيس التركي، بالتزامن مع حملاته العسكرية،“حماية الأمن القومي” وملاحقة “الإرهابيين”. وتبدو الصفة الأخيرة التي يطلقها الرئيس التركي، ولها حمولة سياسية مباشرة يقصد بها طرف حزبي بعينه، مراوغة، متكررة وتقليدية، للتعمية على توحش عناصره وقواته المتورطين في تصفية المدنيين، منهم الأطفال والنساء، والتشويش على دور فصائل إسلاموية مسلحة في الاضطهاد القومي، والممارسات العدوانية، والإبادة والتهجير، وتعميم قيم متشددة بمرجعية دينية.
وأكد أن مخاطر الهجمات التركية في المناطق الكردية بشمال سوريا “تتخطى حدود وأفق التهجير والتغيير الديمغرافي. وذلك في ظل محاولات محمومة لنشر ثقافة اجتماعية ودينية مغايرة للأنماط التقليدية للبيئة التي تبدو متنوعة هوياتياً وعرقياً وقومياً، بينما تتوخى فرض القيم والممارسات المتشددة قسراً من خلال العنف الرمزي والإبادة الناعمة”.
ومن بين تلك المخاطر، هي الاعتماد على مكونات من خارج الحيز الاجتماعي، وتوطينها بالمناطق التي تخضع لنفوذ القوات التركية بشمال سوريا، بهدف شلّ أي حراك أو مقاومة.
ومن خلال هذه المكونات، تضحى مهمتها تعطيل ومحو الذاكرة الثقافية والتاريخية للمكان، وإلغاء هويته. ومن ثم تتولد تلقائياً ذاكرة جديدة بأجساد مشوهة ومنبوذة تسعى إلى مقاومة الوجود الاجتماعي التاريخي الذي يرفض بقاءها ويطالب بعزلها.
وهذا تحديداً ما يحدث بفعل الاعتماد على القوى الإسلامية المسلحة التي يتشكل منها ما يعرف بـ”الجيش الوطني السوري” بخلفياتها القومية المؤدلجة والمسيسة. فيما لا تبدو عمليات استهداف مراهقين لمجرد الاحتفال بعيد النورز أو الغناء باللغة الكردية حوادث عرضية واستثنائية، إنما هي جرائم ممنهجة ومقصودة لنشر الخوف والرعب، واعتبار الحيز والفضاء الاجتماعي الكردي ملغماً، ودائرة محتملة للقتل والتصفية لمجرد كرديته وليس لأي شيء آخر وفق الموقع.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.