استمرار الانسداد السياسي في سورية ..إلى أين؟
يستمر الانسداد السياسي في سورية مع تمسك النظام بالحل الأمني ورفض تنفيذ أو الانخراط في القرارات الدولية وأبرزها القرار 2254، ولازالت المعارضة تعاني التعطيل نتيجة سياسة اللامبالاة من قبل المجتمع الدولي وتنصل النظام من مسؤولياته، هل سيستمر الوضع على هذا الحال؟ ماهو الدور الذي يجب أن تضطلع به المعارضة؟ هل يمكن أن تموت القرارات الدولية دون تنفيذ؟.
يرى المعارض السوري وعضو هيئة التنسيق، محسن حزام في حديث مع المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه في الوقت الراهن لاشك أن هناك انسداد سياسي في مسار المسألة السورية وحالة موت سريري للعملية السياسية برمتها ،والسبب يعود لعدة أمور، أولها تعنت النظام المستمر بتجاهل العملية السياسية والقرار 2254 وإصراره على الحل العسكري بدعم شركائه الحصريين “الروسي والإيراني” خدمة لمصالحهم في سورية وترتيب أوضاعهم في المنطقة من خلال مناطق نفوذ لهم تديرها قوى أمر واقع، مع استمرار صراع مصالحهم مع أمريكا وقوى التحالف ليكون لهم موقع قدم في إدارة العالم، إضافة إلى أن بؤر التوتر في المنطقة والعالم حرفا الأضواء عن المسألة السورية ( الحرب في اوكرانيا اولا ومن ثم الحرب على غزة ثانيا )، حتى الضامنين في أستانا خذلوا السوريين وكانت مصالحهم هي الغالبة وليس التوافقات التي صدورها للراي العام.
وتطرق الى عدم قدرة المؤسسات الدولية على فرض قراراتها على النظام والتفاهم مع حلفائه المتحكمين بالقرار السيادي السوري ،وقد أوضح ذلك عدة مرات الميسر الأممي بيدرسون في إحاطاته المتعددة أمام مجلس الأمن أو الأمم المتحدة .
وأفاد محدثنا بأن المعارضة المغلوبة على أمرها في عدم امتلاكها القرار المستقل لأرتهان البعض لأجندات بعض القوى، : هذه المعارضة المهمة أيضا بخلافاتها الداخلية ، لاتمتلك القدرة على التأثير الممثلة بهيئة التفاوض السورية المعترف بها دوليا شريكا في مسار العملية التفاوضية مع النظام “.
وأضاف: كل هذة العطالة وانسداد الأفق الحالي لحل المسألة السورية ، لايلغي استمرار التمسك بدور هيئة التفاوض ،وكذلك الإصرار على تنفيذ القرار الأممي 2254لأنه المستند الأساسي للعملية السياسية الذي لايمكن الغائه أو تجاهله من المؤسسات الدولية حتى لو تأخر التوافق المطلوب بين الأمريكي والروسي والدول الضامنة، لأن إمكانية الحل المطلوب في أيديهم وليس في أيدي السوريين “.
وأكد حزام أن المطلوب من المعارضة أن لاتنسى نفسها وتخرج من لعبة المحاصصات التي تريدها الأطراف المستفيدة من استمرار الوضع الراهن على حاله وتذهب سورية إلى التقسيم حسب مناطق النفوذ المرسمة على أرض الواقع .
وخلص الى القول: اليوم نتائج حرب غزة ستعكس نفسها على كل المنطقة والعالم في رسم خرائط جديدة من المحتمل شبه المؤكد أن تطيح بالعديد من النظم وتنهي هذة البؤر المتوترة بشروط قد لا تخدم بالمطلق مطالب الشعوب والتضحيات التي قدمت، بل تحقق استقرار نسبي يحتاج إليه اليوم المجتمع الدولي ..المستقبل القريب مفتوح على كل الاحتمالات” .
المصدر: المرصد السوري
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.