والي موريتاني يدق ناقوس الخطر: الاسطول التركي يستنزف الثروة السمكية الموريتانية
نورث بالس
أرسل والي “نواذيبو” الموريتانية رسالة إلى وزارة الصيد بالبلاد، كشف خلالها حجم الكارثة والمخاطر المحدقة بالثروة السمكية جراء استنزاف الأسطول التركي لها.
وأشعلت الرسالة فور انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي حملة إشادات واسعة بشجاعة الوالي، وبضرورة التصدي للعبث التركي بمقدرات البلاد وثرواتها، وإغلاق الباب أمام هذا “الغول الذي لا يرحم”.
وكشفت أرقام رسمية يوم الأحد، هبوط مخزون أسماك “الأخطبوط” في موريتانيا بسبب الاستنزاف الشرس الذي يمارسه الأسطول التركي.
ووفق رسالة رسمية، فإن الكمية التي تم اصطيادها من سمك “الأخطبوط” في ديسمبر/كانون الأول الماضي لم تتجاوز 654 طناً مقابل 4384 في نفس الشهر من 2019.
وأرجعت الرسالة الانخفاض الحاد إلى الاستنزاف الذي يمارسه الأسطول التركي للثروة السمكية، وطالبت السلطات بوقف هذا الاستنزاف عبر “تشديد الرقابة” على الأسطول التركي.
وأوصى والي “نواذيبو” الموريتانية في رسالته بضرورة إغلاق مصائد البلاد البحرية أمام اصطياد “الأخطبوط” لمدة أربعة أشهر، خاصة أنه من أهم صادرات البلاد.
ومن جهته دعا الكاتب والإعلامي الموريتاني نعمة محمد عمر، عبر صفحته على “الفيسبوك”، السلطات لمراجعة هذه الوضعية فوراً، مشيرا إلى أن خطورة الموقف عكستها “الصرخة” التي “جاءت من طرف السلطات الإدارية، وليس النشطاء أو أجهزة الرقابة”.
واعتبر عمر “أن أي تقاعس عن وقف هذا الاستنزاف، سيحمل الشعب مسؤوليته لكل المتقاعسين والمنبطحين”، مختتماً “التاريخ لا يرحم”.
أما الكاتب والإعلامي الموريتاني عبد الله اتفاغ المختار، فأشاد عبر حسابه على “فيسبوك”، بما قام به والي مدينة نواذيبو مركز الثروة السمكية في البلاد، معتبراً أن السلطة المحلية قامت بعملها في كشف هذا الاستنزاف، مطالباً “بالتدخل السريع”.
وبدوره حيّا إسماعيل الشيخ سيديا، الكاتب والخبير المختص بالقضايا الأفريقية، شجاعة الوالي في كشف هذه الكارثة المحدقة بالثروة السمكية للبلاد.
فيما قال المدون والناشط الموريتاني محمد الشنقيطي: “كنا نشاهد بحزن ما يقوم به الأتراك من نهب لثروتنا البحرية بسفن صيد كبيرة تأتي على الأخضر واليابس، وفوق ذلك تقوم أحياناً بصدم قوارب الصيادين التقليديين الصغيرة ثم الفرار مما قد يؤدي لحالات غرق ووفيات”.
واختتم الناشط والمستثمر السابق في المجال منشوره بالقول إن الوضع يسوء أكثر مع مرور الزمن بسبب شبه انقراض لأنواع كثيرة من السمك بفعل النهب الممنهج.
وكانت نشرة صادرة مؤخراً عن المعهد الموريتاني لبحوث المحيطات والصيد (حكومي)، حول حالة موارد البلد البحرية، أن مخزون سمك “الأخطبوط” بموريتانيا يتعرض لاستغلال كبير”.
ومن جانبه حذر حزب “تكتل القوى الديمقراطية” في موريتانيا من خطورة النهب التركي للثروة السمكية للبلد، داعياً إلى سحب وتوقيف نشاط الأتراك.
واعتبر حزب “التكتل” وهو من أعرق الأحزاب الموريتانية وأكثرها تأثيراً في الساحة، أن هذا “النهب التركي” أدى إلى “انخفاض كمية الأسماك في البلاد إلى أدنى حد”.
وأوضح الحزب أن ما وصفه بـ”الكميات الخيالية التي تم اصطيادها من طرف البواخر التركية، والمقدرة بحوالي 400 طن خلال يومين، تشكل خطراً على الثروة السمكية والمحيط البيئي الضروري لتكاثر السمك”.
تحذير حزب “التكتل” من خطورة نشاط الأسطول التركي على مستقبل ثروة البلد السمكية يأتي في ظل تزايد المطالبات على المستويين الشعبي والسياسي بالتصدي لأعمال النهب والصيد المحرم التي تقترفها البواخر التركية في مياه البلاد الإقليمية التي كان ينظر إليها كواحدة من أغنى شواطئ العالم بهذه الثروة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.