نورث بالس
تخطط تركيا لإرسال 3 آلاف عنصر خلال الفترة الماضية من هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) إلى مدينتي سري كانيه/رأس العين وكري سبي/ تل أبيض من أجل فرض السيطرة على الفصائل الموجودة هناك.
وسياسة الدولة التركية هذه جاءت بعد أن فشلت مساعيها خلال الفترة الماضية بالحصول على ضوء أخضر من أجل شن هجمات برية جديدة على مناطق شمال وشرق سوريا، والسيطرة على مناطق أخرى منها.
وأشار مصدر استخباراتي، أن اللقاء الذي أجراه صندوق أردوغان السري (هاكان فيدان) مع حكومة دمشق وروسيا ناقش أيضاً أوضاع الفصائل الموالية لها في مدينتي سري كانيه/رأس العين وكري سبي/تل أبيض، من قبل تركيا في تشرين الأول من العام 2019، والحديث عن نقل قيادي سابق في هيئة تحرير الشام إليها.
ولفت المصدر، أن فيدان أعلن صراحة أن جيشهم موجود في هاتين المدينتين، ولكنه غير قادر على فرض سيطرته على الفصائل هناك لعدم انضباطها، وعدم جديتها وسعيها وراء المال، ولكن القصة الحقيقية مختلفة تماماً.
وبحسب المعلومات التي كشفه المصدر، فأن هذه المجموعة سيقودها المدعو “أبو أحمد زكور”، القيادي السابق في هيئة تحرير الشام المصنفة على لوائح الإرهاب.
وانشق عن “جبهة النصرة” مصطحباً معه عدداً من قيادات الصف الثاني من الهيئة إلى مدينة إعزاز، حيث حاولت الهيئة قتل “زكور” في إعزاز، وأرسلت قوات إلى هناك واشتبكت مع الموالين له، ولكن “زكور” سلم نفسه للاستخبارات التركية.
وأكد المصدر بأن زكور مازال في يدهم، ريثما تكتمل خطة نقل العناصر البالغ عددهم 3 آلاف إلى مدينتي سري كانييه وكري سبي التي تسيطر عليها تركيا، بقيادة شقيقه المدعو “أبو عمر”.
ويقول المتابعون لأوضاع تحرير الشام وتركيا، أن هدف تركيا من نقل “أبو أحمد زكور” إلى هاتين المدينتين، هو الضغط على الهيئة نفسها من أجل قبول العرض التركي المقدم لحكومة دمشق، وهي المصالحة.
وفي حال رفضها فأنها ستعمل عن طريق “زكور” على إضعاف الهيئة، وتهيئة الحاضنة في المدينتين لاستقبال عائلات عناصر الهيئة الموجودين في إدلب في حال اتفاق دمشق وأنقرة على المخطط.
وستعمد تركيا على تسليم مناطق في إدلب لحكومة دمشق كبادرة حسن نية تجاه المخطط الذي وضعته تركيا وتحاول جر حكومة دمشق للمشاركة فيه.
والجدير ذكره والملفت للانتباه؛ أن الجولة الحادية والعشرين من آستانا والتي عقدت يومي 24 و 25 كانون الثاني الجاري، جاء بيانها الختامي في جزي منه متناغماً مع هذا المخطط، حيث اتفقت هذه الأطراف إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار في ما تسمى منطقة “خفض التصعيد” بما ينسجم مع العرض التركي.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.