روسيا تلعب لعبة الشطرنج في الشرق الأوسط
نورث بالس
أعطت الدبلوماسية الروسية انطباعاً بالبقاء على هامش الحرب بين إسرائيل وحماس، حسب تحليل لصحيفة ذا ناشيونال الإمارتية.
وأشار التحليل إلى أن الموقف الدبلوماسي يبدو مؤيداً للفلسطينيين ومعادياً لإسرائيل، لكنه أكثر دقة مما يبدو. وكان التخوف الرئيس بالنسبة لروسيا، مثلها في ذلك كمثل الولايات المتحدة، يتلخص في منع اندلاع حريق عام في الشرق الأوسط.
وتسيّر الطائرات الروسية والسورية منذ 18 كانون الثاني الماضي، دوريات في هضبة الجولان المحتلة، وتبدو الرسالة القادمة من موسكو ذات شقين.
أولاً، من الممكن أن يُنظر إلى ذلك باعتباره إشارة إلى النظام في دمشق ـ تذكرة بالولاء الروسي في وقت يتسم بعدم الاستقرار الشديد. ثانياً، يمكن أن تكون رسالة إلى حليف روسيا الإيراني، الذي تنشط مجموعاته المسلحة على طول محور البوكمال – الميادين – دير الزور.
إن السياسة التي تنتهجها روسيا تقوم على إدارة التعقيدات، حسب التحليل، وفي حالة غزة، يتعين عليها أن تدير ملفين متناقضين: الأراضي الفلسطينية، حيث يتذكر القدامى دعم الاتحاد السوفييتي السابق لمنظمة التحرير الفلسطينية خلال سنوات حكم ياسر عرفات، وإسرائيل، بلد هجرة اليهود الأشكناز والقوة المنافسة لسوريا.
وتعلم موسكو أنها لا تستطيع أن تقترح نفسها كراعٍ لعملية السلام، على الأقل ليس في الوقت الحالي. بل أنها تعتمد بدلاً من ذلك على تآكل النفوذ الأميركي في المنطقة. ويتوقع بعض الاستراتيجيين الروس، وأبرزهم تيموفي بورداتشيف من نادي فالداي، فشلاً استراتيجياً للولايات المتحدة بسبب سلوكها فضلاً عن دعمها الذي لا يتزعزع لإسرائيل، والأسوأ من ذلك، عدم قدرتها على كبح جماح العمليات الإسرائيلية في غزة.
ولا يخفي الكرملين هدفه: فهو يسعى إلى إغلاق القواعد الأميركية في الشرق الأوسط وتقليص نفوذ واشنطن في المنطقة. وليس هناك شك في أن الدبلوماسيين الروس سيتابعون عن كثب المحادثات بين واشنطن وبغداد حول الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق. كما سيتم مراقبة مستقبل اتفاقيات إبراهام عن كثب، لا سيما فيما يتعلق بكيفية صمودها في أعقاب الحرب بين إسرائيل وحماس.
وهناك أيضاً تصور بأن هذه لعبة دبلوماسية مفتوحة، فإذا قارنا موسكو بلاعب شطرنج، فسنقول إنها تقوم بخطوة واحدة في كل مرة، دون تسرع، بينما تواصل توسيع نفوذها في التعامل مع إيران وإسرائيل والقوى العربية الرئيسة، وكذلك في الشرق الأوسط وسوريا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.