بعد زيارة أردوغان إلى مصر… المعارضة السورية على خطى إخوان المسلمين
نورث بالس
زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر طرحت الكثير من التكهنات حول مستقبل تنظيم الإخوان المسلمين في تركيا وتبعاتها على المعارضة السورية, خاصة بعد تغير تركيا لمسارها في التعامل مع المعارضة والبدء بتطبيع وتوطيد العلاقات مع حكومة دمشق.
فبعد هذه الزيارة أفادت مصادر إعلامية بسحب أنقرة للجنسية التركية من القائم بأعمال مرشد الإخوان محمود حسين وإبطال جواز سفره. على خطى بيع أنقرة للإخوان المسلمين، يتصدر ملف “المعارضة السورية” مرة أخرى لدى بازار أردوغان بوصفها كـ “كرت محروق لا محل لها من الإعراب”، فبعد بيعه المعارضة في درعا والغوطة وحماة والكثير من المناطق الأخرى، تستمر أنقرة ببيع المعارضة السورية حسب مصالحه وأجنداته في المنطقة. إضافة إلى موضوع إعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة التي تعتبر ضربة للمعارضة السورية.
حيث يرى مراقبون زيارة أردوغان إلى مصر تشكل الضربة الثانية للمعارضة السورية بعد إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا, ومع تصاعد مشاكل تركيا الاقتصادية وانقلاب المد السياسي في المنطقة ضده، سعى أردوغان إلى إعادة بناء الجسور مع الدول الإقليمية وخاصة مع مصر التي لها ثقل في الشرق الأوسط. كما أن المصالحة مع مصر تجعل العلاقات الدبلوماسية ممتازة لكن بالنسبة للمعارضة السورية تبقى محل شك وريب وهم ينتظرون مصيرهم المجهول من قبل أردوغان كما أنه ليس لدى تركيا الحل للأزمة السورية بل الحل يكمن بيد حكومة دمشق لذلك تتطلب الأخيرة من تركيا فقط شرط واحد ألا وهي سحب القوات التركية من سوريا حتى تتسنى لحكومة دمشق تصفية المعارضة الموجودة في الشمال السوري.
قبل اجتماع أستانا الأخير عادت مرة أخرى العمليات العسكرية إلى المشهد السوري حيث كثفت غرفة عمليات “الفتح المبين” التي تضم فصائل من المعارضة السورية شمال سوريا من العمليات الخاطفة ضد عناصر حكومة دمشق وحلفائه على جبهات ريف إدلب وحلب خلال الآونة الأخيرة.
وبحسب إحصائية لوسائل إعلام فإن غرفة عمليات الفتح المبين شنت خلال الأشهر الماضية 25 عملية انغماسية ضد قوات دمشق، على مختلف الجبهات، خلفت 226 قتيلا وعشرات الجرحى.
وحسب متابعين للشأن السوري أن اشتداد جبهة القتال بين المعارضة السورية التي تدعمها تركيا وقوات حكومة دمشق لا يعني انتهاء الحرب الكلاسيكية بين الطرفين, مشيرين أن أردوغان بعد زيارته إلى مصر سيدفع المعارضة السورية إلى المزيد من الاقتتالات والصراعات بهدف تصفيتها بما يرضي القاهرة.
وحسب مختصين في ملف إخوان المسلمين فإن غالبية عناصر الإخوان لا توجد حالياً في تركيا، وكذلك المنصات الإعلامية الخاصة بهم لم تعد تبث من داخل الدولة في الفترة الحالية, مشيرين أن نفس الحبكة تدار الآن ضد المعارضة السورية التي أغاقت السلطات التركية العديد من وسائل إعلام المعارضة في إسطنبول منها قناة أورينت التي كانت الداعم الأساسي للمعارضة السورية, كما أن تركيا طردت عدد من أعضاء المعارضة السورية وسحبت منهم الجنسية مشيرين أن تركيا قامت بتغليب مصلحة الدولة على مصلحة المعارضة السورية وبذلك فقدت المعارضة حائط صدٍّ كبيراً، بعدما كان أردوغان مقتنعاً في البداية بسياسات المعارضة، إلا أنّه بعد أن أصبح حليفاً لمصر في الوقت الحالي وتخلص من إخوان المسلمين فإن نفس المصير ينتظر المعارضة السورية.
كما أن هذه الزيارة خلطت أوراق المعارضة السورية مما جعلت المعارضة في موقع الفاشل والعاجز عن قراءة الأحداث والوقائع كما تنبغي قراءتها.
ويرى باحثون أن تركيا تعمل منذ محاولتهم التطبيع مع حكومة دمشق على الحد من نشاط المعارضة السورية داخل الأراضي التركية
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.