NORTH PULSE NETWORK NPN

زعيمة تركية: لن نسمح بإنشاء جزر عراقية وسوريا مصغرة في مدننا

نورث بالس

لا شك أن المنافسة الشرسة بين مختلف الأحزاب التركية ذات التوجهات والأيديولوجيات المتعددة كان لها تأثير كبير على وضع اللاجئين والمهاجرين، خصوصًا السوريين حيث أصبحت ورقة المهاجرين ورقة تنافسية يحاول كل حزب أن يستخدمها لصالحه بما يتوافق مع أيديولوجيته وسياسات حزبه؛ فمثلًا استخدمت المعارضة التركية ورقة اللاجئين بشكل يتوافق مع أيديولوجيتها، حيث أشاعت العديد من الأخبار عبر صحفها وقنواتها التلفزيونية التي تدّعي حصول اللاجئين على امتيازات لا يحصل عليها المواطن التركي؛ مما أثار حفيظة عدد لا بأس به من المواطنين ممن أخذوا هذه الأخبار على محمل الجد واقتنعوا بها مع مرور الوقت، وتطور استغلال المعارضة ملف اللاجئين لدرجة أنه أصبح على الأجندة الانتخابية لها، بل وأصبح ضمن برنامجها الانتخابي عبر استحقاقات مختلفة.

حيث أشارت زعيمة حزب الجيد التركي ميرال أكشنار، إن مكافحة الهجرة على رأس برنامج حزبها للانتخابات البلدية القادمة.

وقالت أكشنار أنهم “لن يسمحوا أبدا للمهاجرين غير الشرعيين وطالبي اللجوء بإنشاء جزر عراقية وسوريا مصغرة في مدننا، إنهم يخدمون بعضهم البعض من خلال الأعمال التجارية التي يقيمونها في الأحياء الفقيرة التي أنشأوها في مدننا”.

فأصبح ملف اللاجئين بهذا الشكل يتأرجح بين كفتي ميزان قويتين، تتجاذبه أطراف التنافس الحزبي والأيديولوجي في البلاد، مما كان له أثر بالغ على اللاجئين أنفسهم، حيث وجدوا أنفسهم داخل دائرة صراع لم يكن لهم يد في الدخول إليها أو البقاء فيها، بيد أن الظروف السياسية والتغيرات الاجتماعية واختلاف نظرة المواطن التركي للاجئ جعلت من الأمر مأساة إنسانية جديدة تلاحق اللاجئين، الذين فروا من بلادهم خوفًا من الظلم والاضطهاد.

شهدت تركيا خلال الأيام الأخيرة حملة أمنية استهدفت من تسميهم السلطات التركية “المهاجرين غير النظاميين”، وانطلقت الحملة بشكل خاص في المحافظات التركية الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير، حيث سُجل كثير من حالات الترحيل التي شملت مئات الأجانب من جنسيات مختلفة، في مقدمتهم الأفغان والسوريون.

تزامن ذلك مع وقوع حوادث عدة في البلاد -نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي- تشير إلى اعتداءات على أجانب، ووصفت بأنها عنصرية، بعد تكثيف السلطات في الآونة الأخيرة ما تقول إنها حملة على المهاجرين غير النظاميين.

حيث أعلنت إدارة معبر باب الهوى الحدودي في ريف إدلب، ترحيل 2679 سورياً من تركيا إلى الأراضي السورية عن طريق المعبر فقط، خلال شهر تشرين الثاني الفائت.

 

من جانبها، أفادت إدارة معبر باب السلامة الحدودي شمالي حلب، بأنّ عدد السوريين العائدين من تركيا إلى سوريا تحت مسمى “عودة طوعية” بلغ 2921 شخصاً، خلال تشرين الثاني أيضاً.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.